“ولقد قام العالم السايكولوجي ج. تاماران الأستاذ بجامعة تل أبيب بالتجربة التالية: وزع الأستاذ على أكثر من ألف تلميذ ابتدائي من الصف الرابع إلى الثامن ( المرحلة الأولية من الدراسة) حيث تدخل دراسة سفر يشوع بالمنهج، ورواية مذبحة أريحا التي قام بها يشوع. ثم سأل التلاميذ السؤال التالي: لنفترض أن الجيش الإسرائيلي احتل قرية عربية في الحرب فهل يفعل مع أهلها ما فعله يشوع مع أهل أريحا؟ وتراوحت الإجابات بنعم بين ٦٦ بالمئة و ٩٥ بالمئة حسب المدرسة والمستعمرة (كيبوتز) والمدينة. ولما كشف هذا الاستطلاع الوجه الحقيقي للمجتمع الإسرائيلي قامت الجامعة بفصل الأستاذ تاماران من قائمة أساتذتها.”
“سئل الأستاذ الهضيبي :ما شعورك عندما حكم عليك بالإعدام؟فأجاب : كأني أنتقل من غرفة الجلوس إلى غرفة النوم.”
“فلقد شاهد يوماً - وكان يسير مع الشيخ رشيد رضا - فلاحاً مصرياً يلتهم عوداً من القصب , فيمتص أجزاءه , فلا يدعها إلا وقد جفت تمام الجفاف , فنظر الأستاذ الإمام إلى الشيخ رشيد قائلاً " انظر إلى هذا الرجل كيف يمتص هذا القصب ؟ .. هكذا يفعل الإنجليز في امتصاص ثروة البلاد واستخدام الرجال المقتدرين على العمل فيها .. هم يحافظون على الشيخ أو الشخص ما وجدوا فيه فائدة لهم , حتى إذا ما رأوا أنه لم يبق فيه أدني فائدة ألقوه كما يلقي هذا الفلاح ما يمصه من ألياف القصب إذا جف ولم يبق فيه شئ من الحلاوة .. !”
“مضي ذلك الزمن الذي كنا نري فيه الجاه و تالمال عاجزين عن انتزاع الطبيب من واجبه الإنساني .. و القاضي من عدله المنزه .. و رجل الفقه من فتاواه المجرده لوجه الله .. و الأستاذ من بين دروسه الخالصه لوجه العلم .. و رجال الدين المتعففين من بين تابعيهم و زهدهم ..الآن نستطيع بترقية أو بعلاوة أن نلعب بلب أكثر هؤلاء .. أن نصرفهم عن ميادين نشاطهم الطبيعي و أن نغريهم بمناصب لا صلة لها بعملهم و لا بفضلهم .. فقد ماتت المثل العليا …في الوقت الضائع - توفيق الحكيم”
“إن الاستعمار الثقافي حريص على إنشاء أجيال فارغة, لاتنطلق من مبدأ ولا تنتهي لغاية, يكفي أن تحركها الغرائز التي تحرك الحيوان, مع قليل أو كثير من المعارف النظرية التي لا تعلو بها همّة ولا يتنضّر بها جبين .. و أغلب شعوب العالم الثالث من هذا الصنف الهابط”
“أذكر مرة أن أستاذ اللغة العربية (الأستاذ عوف) طلب منى وأنا فى السنة الثانية من المرحلة الثانوية أن أكتب موضوع إنشاء عن "حديقة منزلكم". والإنشاء لم تكن مادة نتعلم فيها كيف نرتب أفكارنا ونحولها إلى كلمات مكتوبة وبنية منظقية متماسكة ، وإنما قوالب لفظية جاهزة نحفظها عن ظهر قلب ثم نرصها رصاً حين تحين المناسبة .ومن هذه القوالب التى مازلت أذكرها مجموعة من الكلمات تعبر عن "موقفى" من الطبيعة : فهى تخلب اللب ، وتشرح الصدر ، وتملأ القلب روعة وجلالاً. وبالطبع كان هناك الآيات القرآنية والأبيات الشعرية والأمثلة التى نرصع بها ما نكتب أو ما ننشئ. ضقت ذكراً بكل هذا فكتبت موضوع إنشاء أقول فيه ما أحس به . بدأ الموضوع بتأكيد أن منازل الفقراء ليس لها حديقة ، وأن أطفالهم لا يعرفون معنى الحدائق ويعيشون بين أكوام القمامة ، وهاجمت الظلم الاجتماعى بشكل عام. فأعطانى الأستاذ صفراً على هذا الموضوع وأبلغ أهلى عن كتاباتى "الشيوعية" !!!”