“و قبل اندلاع الثورة بقليل كانت السيدة نفيسة تحرض المصريين على المقاومة ضد الظالمين و الوقوف فى وجه الحمقى من الولاة و حكام الاقاليم. و عندما ابدى لها البعض عجزهم و ضعفهم , قالت لهم: لم يكن الحسين الا فردا واحد أمام دولة غاشمة و ملك عضوض, و لكنه لم يهرب و لم يستسلم, و قاتل ضد الظلم حتى قتل.”
“و فى مصر تفرغ الامام الشافعى للعلم , و صنف نحو مائتى جزء فى الفقة و الأحاديث , و التف حوله خلق كثيرون , فلما اشتد بهم الكرب , و ثقل عليهم ظلم الولاة و القضاة كانوا يلجأون اليه لطلب المشورة. فكان يردد دائما على مسامعهم , لايصلح أمور الناس الا عزائمهم , و لا يقبل الظلم الا الميت , أما الحى فهو اذا لم يقاتل, فهو على الاقل قادر على الصراخ. و كانت هذة فتوى شرعية من امام الزمان و العصر لجموع المصريين أن ينتفضوا ضد الظالم و أن يهبوا ضد جلاديهم. و ذات مساء , و كان لديه خلق كثيرون, سأله أحدهم عن الطريق لاصلاح ما افسده الدهر. فأجاب الامام الشافعى: ان لم تكن الكلمة سدادة فليكن السيف”
“و قد كانت البنات قبل أن تولدى أنت , و أولد أنا .. يعشن وراء المشربيات .. و لكن هذه المشربيات لم تحمهن من الخطيئة .. و لم تهذب عواطفهن .. كن ينظرن من خلال ثقوب المشربية و يلوحن لأى عابر سبيل .. و لما عجز المجتمع عن حمايتهن , وجد أن الحل الوحيد هو القضاء على المشربيات , و منح البنات حق النظر من خلال الشبابيك .. ثم حق الوقوف فى الشرفات .. ثم حق الخروج إلى الشارع .. و فى كل خطوة من هذه الخطوات , كانت الأخطاء تقل و العاطفة تترقى و تتهذب .. و السعادة تدخل البيوت”
“لم يكن يوما خائنا و لم يكون ..رددت كلماتها على مسامعهن و مضت ..على الرغم من يقينها أنه فعل .. لم تكن لتسئ إليه !!فبادر بالإساءة و أرسل لها ..!!"سأتزوج صديقتك فلا تحزنى حبيبتى”
“أما المشايخ الذين أكتفوا بالتسبيح و التفسير و التسول من الاثرياء و الولاة, فهولاء كنسهم التاريخ من ذاكرة المصريين و القى بهم فى غياهب النسيان.”
“الظلم نوعان: ظلم التعسف و ظلم الحرمان. و الظلم الذى اصله العنف و القسوة قد يكون من بواعث انتفاض الجماعات و ثورتهم و تخلصهم من عوامل الفناء التى تحيط بالبلاد المظلومة، و لكن الظلم بالحرمان يترك الجماعة كالمشلولة، لا حول لها و لا قوة، لا يحفزها شىء إلى الخروج مما هى فيه. فمن أمثلة الظلم بالعسف- و هو لا يقضى على الأمم- النظام الذى كان قائما فى فرنسا قبل الثورة الفرنسية. و من أمثلة الظلم بالحرمان الدولة العثمانية، فقد عانت أمراض الحرمان حتى ماتت..”