“انها الأيام السعيدة حين يأخذ العشاق فى التأريخ للغرام، حين تبرق كل نظرة وكل نبرة بالدلالة مهما كانت عابرة، حين تسترجع كل لحظة، كل رؤية، وتفض من حولها أغلفة الذاكرة كما تفض أرق الأغطية من حول جوهرة ثمينة لتوضع أمام المحبوب، تقلب على كل ناحية، تفحص، تختبر.”
“هل من الضروري أن نستشعر السم في كل شئ في العالم؟”
“وكان أصدقاؤنا وأهلنا في فلسطين يعيشون وسط كل هذا،وقد قاوموا كل حالة من نقل ملكية الأرض، لكن القرار دائما بيد الحكومة في إستامبول وكان الأتراك في حاجة إلى المال.”
“هل سيقضيان العمر في معارك، تشغلهما أحداث ليست من صنعهما، يوظفان كل ما لديهما من الطاقة والذكاء للحيلولة دون ما يحدث؟”
“يأتينا كل أسبوع بأخبار جديدة عن مصادرة الأراضي، عن صناعات وطنية ومؤسسات تباع لمستثمرين من الأجانب، عن أطفال في العراق يموتون وبيوت في فلسطين تدمر، أخبار حول معارك بالرصاص في صعيد مصر، وأسماء مثقفين جدد تضاف إلى قوائم الموت، بصور شبان في أقفاص، غاضبون يمسكون بالمصاحف، بحملات تفتيش وترويع، بتعذيب وإعدامات. وإلى جوارنا تقذف الجزائر بعبرها الرهيبة. وحين يسأل الناس-أمثال إيزابل- حين يسألوننا، نقول لا، لا يمكن أن يحدث هذا هنا، وحين يسألون لماذا؟ لا نجد ما نقوله سوى: لأن هذه مصر.”
“هل بمقدوره يوماً أن يعرفها حقا؟ أم يُقدّر لهما أن يتمسك كل منهما بما تخيّله عن الآخر فتضحي حياتهما معا أشد وحشة من العيش بانفراد؟”
“محمد عبده مات وقاسم أمين مات وعرابي مات، حتى مصطفى كامل الشاب مات، مات وآلام السرطان تعصر أحشاءه، وماذا جنينا من كل هذا؟ كفاح لا يتقدم إلا قيد أنملة، والعالم من حولنا يهدر كالإعصار.”