“لدي مكتبة خاصة رهيبة بالقطع وشديدة التنوع.. لكن أكثرها ورثته عن أبي الذي كونها أولاً.. كان قارئًا نهمًا للفرنسية وهو ما أفتقده أنا .. بعض الكتب كان يروق لأبي أكثر (الاقتصاد مثلاً) أما أنا فقد تشبعت بالأدب لفترة طويلة من عمري، لذا أحاول قراءة الحقائق الآن.. التاريخ .. العلوم .. النقد الأدبي . أحاول فهم هذا الفن الذي عشت أمارسه بنوع من الفطرة .. يوجد ركن مهم جدًا للكتب السينمائية التي تحلل كل دقائق هذا الفن الرائع.. لم اترك كتابًا لهيكل ولا جلال أمين ولا محمد عناني .. في القراءات الدينية لدي ولع خاص بمحمد قطب وسيد قطب .. لا اعرف كيف ينجح الكاتب ولو عرفت لما كانت هناك مشكلة تواجهني مع بداية كل قصة جديدة.”
“في كل مأزق في حياتي كنت أنتظر ذلك الشيء ما الذي لم اكن أعرف أنه عندي ليخرجني من هذا المأزق ... أنا الآن في انتظار هذا الشيء !”
“و كانت هذه هي المزية الفريدة لتجربتنا ....أنا أحب الأماكن التي يوجد لها باب هرب خلفي للطوارئ في اللحظة التي تسوء فيها الأمور تنتهي كل المشاكل في ثانية و تبدأ من جديد ...لطالما تمنيت في كل مآزق حياتي لو كان عندي هذا الباب الخلفي ...ثمة مشكلة واحدة هي أنني لا أعرف على الإطلاق ما هي حياتي الحقيقية ...ما هي مشاكلي الحقيقية ...لا بد من نقظة ارتكاز تقف عليها و تجرب الاحتمالات لكني بدأت فعلاًأفقد نقطة الارتكاز هذه ...كان أرشميدس يقول :هاتولي نقطة ارتكاز خارج الكرة الأرضية و لسوف أخترع روافع تحرك الأرض ...حتى "أرشميدس" لم يجد نقطة ارتكاز ”
“ أنا أعيش كآباء الزمن السعيد الذين كانوا يعودون ظهرًا ليتناولوا الغداء ويناموا وفي المساء يسهرون مع أسرهم .. خاصة إنني لا اكتب إلا ليلاً بعد نوم الجميع. مشكلة المجتمع المصري أن الأب دائمًا في الخليج أو في عمل ما بعد الظهر، ولا يراه الأبناء أبدًا .. هذا الوضع مختلف بالنسبة لي ولعل مشكلة زوجتي هي أنني موجود أكثر من اللازم .”
“الناقد : هو شخص لديه رغبة ما في جعل الكاتب يتوقف عن الكتابة ، وينام وهو في حالة من السعادة إذا ما أحبط محاولاته . وبعد أن ينتهي من كتابة الصفحتين .. يعود لبيته ويأكل الزبادي ! وينام وهو راضٍ جدا عن نفسه ؛ لأنه أنقذ الأدب العربي من الانهيار !لا أقول إن كل النقاد من هذا النوع ، لكني أرى أن القليل منهم الجاد ومن يعتمد في نقده على مقاييس أدبية سليمة . أنا حتى غير متحمس لأن يقوموا بقراءة أعمالي ، وأحمد الله على أن حـجـم الــكتــاب " بيطفشهم " ! فهم - بالطبع - لا يريدون تضييع وقتهم الثمين في قراءة " ألغاز ”
“لقد عدت للحياة .. يجب أن أتذكر هذا .. ربما كانت لعودتي دلالة مهمة .. لا أعرف .. ربما كان هناك عمل مهم جدا سوف أنجزه .. لكن ما هو ؟.. أخشى أن أكون قد عدت لأتلف ما قمت به في حياتي الأولىالموت يأتي بسرعة فائقة فلا تراه قادمًا .. ومن ماتوا لم يجدوا فرصة ليخبروا الآخرين بهذا. أنا من القلائل الذين عادوا ويمكنهم أن يؤكدوا لك ذلك !ـ”
“يوسف إدريس أهم كاتب قصة قصيرة في مصر .. وفي روسيا يعتبرونه صنواً لتشيكوف ... لا يعني هذا أن عليك أن تحبه .. لكن جرب قراءة (أرخص ليالي) و(بيت من لحم) و(لغة الآي آي) و(كلمة شرف)..يوسف إدريس يذهلني وهو الكاتب المصري الوحيد بعد نجيب محفوظ الذي يشعرني بالعجز والتضاؤل ”