“إذا صادفتم موتًا ضالًا في شوارع بغداد, لا تأخذوا بيده بل قولوا له: تفضّل أنتِ في بيتك أيها الخراب.”
“لا توجد اعظم من مهنة الزبال، حينما يكون عمله تنظيف وساخة التاريخ .لذا، عادة، لا يخشى الكهنوت إلا من فيلسوف زبال .اما الفيلسوف الانيق في شوارع التاريخ، فعادة ماتكون فلسفته وسخة .”
“عندما تعود إلى الوطن وتشتاقُ إلى رفاقِ الصبا, فلا تبحث عنهم في الأزقة الحامضة ولا في حانات الذنوب, بل تتبع آثارهم في خارطة المنافي المعلّقة على طاولة القيامة”
“ فتح القلوب لا الدروب '' هذا النص يعود إلي عين منطق النبي .. ذلك الذي انقلب الي منطق آخر في فتوحات العنوة , إخراج الناس بغير حق عن ديارهم , وهو مدار كان قد ألح عليه القرآن كثيرا , في مسألة ( الناس والديار ) , التي تستبطن حقا وجوديا للإنسان في وطنه بما لا يمكن إن يكون الكفر مبررا لسلبه إياه , ناهيك عن تدينه بدين آخر ..”
“ومحمد لم ينتمي اليه ابو ذر وبلال، لان بيده ( كتاب من ربه )، يثبت علاقً انه رسول ، لأنهم ليس فلاسفة ولا بلاغيين ولا شعراء ، وانما لأن بيده ( رحاب من قلبه ) يثبت انه نبيل. بل لم يكن يهمهم انه ( نبي )، ماكان يهمهم هو انه نقي . لذا الذين عرفوا محمداً كان اصحاب القلوب وليس اصحاب العقول . ولهذا نصر ان الدين كبان قلب وليس كيان معرفة .(*) حواريي النبي لم يكونوا على شاكلة ابن سينا والفارابي ، وانما اميين من قبيل ابي ذر وبلال.”
“سترى الجمهورية في آخر جزئها هذا وبقية أجزائها ان شاء الله..إن الانقلاب سيلوح الأحكام الفقهية في معظمها، وان القرآن والسنة هم المؤسسين لهذا الانقلاب، وهم الدافعين للخروج على الأحكام.. كما سيكون أيضا للبشرية في تجاربها الوجودية مع المفاهيم والأشياء حصة كبرى من التأسيس.. إذ أن السنة لا تختصر في دلالتها على العمر الوجودي للنبي فحسب، بقدر ما تشمل كل الذين عاشوا في مواقفهم سيرة نبوية، وإن لم يكونوا أنبياء بالمعنى الجبريلي. فإذا كانت النبوة محصورة بمرور جبريل، فالموقف النبوي لا يحتاج إليه.. والسنة النبوية غير قائمة بجبريل وإنما بالموقف النبوي، وهو حجة- من أي كان - كما سيرة النبي حجة.. لأنها سيرة ليست حجة في ذاتها وإنما لفعلها الجمالي..وهكذا من ايٍّ صدرالفعل الجمالي فهو نبوي، مهما كان صاحبه.”
“كل القصة مع كذبة الاماء الثلاث مع النبي وحقيقتها تختصر بجملة واحدة هي ان النبي لم (يتخذ) ثلاثا من الاماء وانما (تزوج)ثلاثا من طبقة الاماء وهذا ما لا يتحملوه ابدا بأن نبيا و وجيها الهيا او بالاحرى قرشيا يتصاهر مع طبقة عبيد لذلك حاولوا سد ذلك بقولهم انهم جواريه وليس زيجاته , فزواج الاماء لديهم لا يليق بقرشية النبي وطبقته سيما انه في فترة التدوين بلغ هذا الامر اقصاه في عيبه . فالامة تتخذ للتسري بجسدها دون زواج وللامر جذوره في القبيله الجاهليه بأن يصل الامر انه حتى وان تزوج من طبقة ادنى يشترط ان يعزل ماءه عنها حتى لا ينجب منها ابنا بنسبها لانها ليس بقدر شرفه وطبقته لذا حينما كان مروان بن الحكم يعير الامام زين العابدين بن الحسين على زواجه من امة عبدة كان العرف يعتبره ايضا عارا علما ان الامام لم يعبأ بذلك لان مبادئه من فرضت عليه ذلك في نفي العرفية والطبقية فليكن ما يكن طالما يسلم مبداه بل ان هذا الامر دخل رسميا على الكهنوت ليفرضوا نوع من الحرمة فقهيا بزواج الامة ان كانت هنالك الى جنبها حرة”