“ليس البكاء شأناً نسائياً, لا بد للرجال أن يستعيدوا حقهم في البكاء أو على الحزن إذن أن يستعيد حقه في التهكم..وعليك أن تحسم خيارك: أتبكي بحرقة الرجولة، أم ككاتب كبير تكتب نصاً بقدر كبير من الاستخفاف والسخرية ! فالموت كما الحب أكثر عبثية من أن تأخذه مأخذ الجد”
“ليس البكاء شأنا نسائيا.لا بد للرجال أن يستعيدوا حقهم في البكاء، أو على الحزن إذن أن يستعيد حقه في التهكم.”
“إن في روايات "أجاثا كريستي" أكثر من 60 جريمة، وفي روايات كاتبات أخريات أكثر من هذا العدد من القتلى، ولم يرفع أي مرة قارئ صوته ليحاكمهن على كل تلك الجرائم، أو يطالب بسجنهن. ويكفي كاتبة أن تكتب قصة حب واحدة، لتتجه كل أصابع الاتهام نحوها، وليجد أكثر من محقق جنائي أكثر من دليل على أنها قصتها. أعتقد أنه لا بد للنقـاد من أن يحسموا يوما هذه القضية نهائيا ، فإما أن يعترفوا أن للمرأة خيالا يفوق خيال الرجل، وإما أن يحاكمونا جميعا !”
“لن انتزع منكِ أعواد الثقاب ، واصلي اللهو بالنار من أجل الحرائق القادمة "//كيف تقاوم شهوة التلصص على امرأة، تبدو كأنها لا تشعر بوجودك في غرفتها ، مشغولةعنك بترتيب ذاكرتها؟وعندما تبدأ في السعال كي تنبهها الى وجودك، تدعوك الى الجلوس على ناصية سريرها،وتروح تقص عليك أسرارا ليست سوى أسرارك، واذ بك تكتشف أنها كانت تخرج منحقيبتها ثيابك، منامتك، وأدوات حلاقتك، وعطرك ، وجواربك، وحتى الرصاصتين اللتيناخترقا ذراعك.عندها تغلق الكتاب خوفا من قدر بطل أصبحت تشبهه حتى في عاهته .ويصبح همك، كيفالتعرف على امرأة عشت معها أكبر مغامرة داخلية. كالبراكين البحرية ,كل شيء حدثداخلك. وأنت تريد أن تراها فقط، لتسألها " كيف تسنى لها أن تملأ حقيبتها بك؟"ثمة كتب عليك أن تقرأها قراءة حذرة.أفي ذلك الكتاب اكتشفت مسدسها مخبأ بين ثنايا ثيابها النسائية، وجملها المواربة القصيرة؟لكأنها كانت تكتب لتردي أحدا قتيلا، شخصا وحدها تعرفه. ولكن يحدث أن تطلق النار عليهفتصيبك. كانت تملك تلك القدرة النادرة على تدبير جريمة حبر بين جملتين، وعلى دفن قارئأوجده فضوله في جنازة غيره. كل ذلك يحدث أثناء انشغالها بتنظيف سلاح الكلمات!/يلزمني تقبل فكرة أن كل شيء يولد مقلوبا، وان الناسالذين نراهم معكوسين، هم كذلك، لأننا التقينا بهم، قبل أن تتكفل الحياة بقلب حقيقتهم فيمختبرها لتظهير البشر.إنهم أفلام محروقة أتلفتها فاجعة الضوء، ولا جدوى من الاحتفاظ بهم. لقد ولدوا موتى.ليس ثمة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة. اذن يمكننا بالنسيان، أن نشيعموتا من شئنا من الأحياء، فنستيقظ ذات صباح ونقرر أنهم ما عادوا هنا./كيف ترد عنك أذى القدر عندما تتزامن فاجعتان ؟ وهل تستطيع أن تقول انك شفيت منعشق تماما من دون أن تضحك، أو من دون أن تبكي!ليس البكاء شأنا نسائيا.لا بد للرجال أن يستعيدوا حقهم في البكاء، أو على الحزن إذن أن يستعيد حقه في التهكم./:"كيف تريدوننا أن نضبط العدسة وعيوننا مليئة بالدموع؟"/’’ أثناء هدر عمرك في الوفاء، عليك أن تتوقع أن يغدر بك الجسد، وأن تتنكر لك أعضاؤه.فوفاؤك لجسد آخر ما هو إلا خيانة فاضحة لجسدك.‘‘/اكتب إذن، أنت الذي مازلت لا تدري بعد إن كانت الكتابة فعل تستر أم فعل انفضاح، إذاكانت فعل قتل أو فعل انبعاث.لتكتب، لا يكفي أن يهديك أحد دفتراً وأقلاماً، بل لا بد أن يؤذيك أحد إلى حد الكتابة. وماكنتلأستطيع كتابة هذا الكتاب، لولا أنها زودتني بالحقد اللازم للكتابة. فنحن لا نكتب كتاباً منأجل أحد ، بل ضده./لم تكن تنقصنا الأنانية، ولا الوصولية، ولا الخيانة، ولا حتى جريمة قتل الرفاق .كانتتنقصنا السخرية. وكانت تلك فجيعة حياة نضالية محكوم عليها بالانضباط والجدية ,مما جعلالذكاء والحلم على أيامنا ضرباً من التمرد. منذ زمن وأنا أعاني من نقص في كرياتالضحك.. ولذا أوصلني القهر إلى هنا!لم أعرف كيف أواصل الحديث إليه. قلت معلقاً:-إنها الحياة.. كل يواجهها بما استطاع.قال:-تقصد.. كل يتخلى عن قناعاته حيث استطاع. تركب القطار البخاري للرفض، وترى رفاقكخلسة يترجلون الواحد بعد الآخر، وتدري أنك مسافر فيه عمراً واقفاً ، وأنك آخر من ينزل.ولكن ماذا بإمكانك أن تفعل إن كنت لم تولد على أيام القطارات السريعة!//أنت لن تفهم هذا .هذا أمر لا يفهمه إلا من فقد أحد أطرافه. وحده يعاني من "ظاهرةالأطراف الخفية "إحساس ينتابه بأن العضو المبتور ما زال موجوداً. بل هو يمتد في بعضالأوقات إلى كامل الجسد. إنه يؤلمه.. ويشعر بحاجة إلى حكه.. أو تقليم أظافر يد لا توجد!كذلك الأشياء التي فقدناها. والأوطان التي غادرناها والأشخاص الذين اقتلعوا منا. غيابهم لايعني اختفاءهم. إنهم يتحركون في أعصاب نهايات أطرافنا المبتورة. يعيشون فينا ,كمايعيش وطن.. كما تعيش امرأة.. كما يعيش صديق رحل.. ولا أحد غيرنا يراهم. وفي الغربةيسكنوننا ولا يساكنوننا، فيزداد صقيع أطرافنا، وننفضح بهم برداً!”
“الحب ليس سوى حالة ارتياب؛ فكيف لك أن تكون على يقين من إحساس مبني أصلًا على فوضى الحواس، وعلى حالة متبادلة من سوء الفهم يتوقع فيها كل واحد أنه يعرف عن الآخر ما يكفي ليحبه. في الواقع هو لا يعرف عنه أكثر مما أراد له الحب أن يعرف، ولا يرى منه أكثر مما حدث أن أحب في حب سابق. ولذا نكتشف في نهاية كل حب أننا في البدء كنا نحب شخصًا آخر!”
“لو تدري لذة أن تمشي في شارع مرفوع الرأس ، أن تقابل أيّ شخص بسيط أو هام جداً، دون أن تشعر بالخجل.هناك من لا يستطيع اليوم أن يمشي خطوتين على قدميه في الشارع ، بعدما كانت كلّ الشوارع محجوزة له . وكان يعبرها في موكب من السيارات الرسمية”
“لسنوات, بظل العشاق حائرين في تفاحة الحب, لحظة سعادتهم القصوى؟ لا أحد يشتبه في الحب, أو يتوقع نواياه الإجرامية. ذلك أن الحب سلطان فوق الشبهات, لولا أنه يغار من عشاقه, لذا يظل العشاق في خطر, كلما زايدوا على الحب حبا.”