“إنها المركزية العارمة الطاغية بأمر التاريخ وبحكم الجغرافيا. وهكذا تظل المركزية ملمحا تاريخيا أساسيا في شخصية مصر”
“ومنذ عرفت مصر العواصم الموحدةوالعاصمة فيها تحقق حجما هائلابالنسبة لمجموع حجم الدولة وعلى حسابه - والمركزية تورث الحجم. ولقد كانت المعادلة الإقليمية في مصر تتألف تقليديا من رأس كاسح وجسم كسيح. وسواء كانت دائما تسود الحياة المصرية بصورة طاغية غير عادية. وقد لا نبالغ إذا قلنا ان تاريخ مصر ليس الا تاريخ العاصمة أو يكاد. والمتصفح لتاريخ الجبرتي مثلا ومن قبله السيوطي أو ابن اياس ، لا يمكن ان يخطئ هذا الإحساس”
“غير أن هذا التجاه التعس إن دل إنما يدل علي أن الاستعمار الصهيوني القمئ يأتي ضد كل تيار التاريخ -حتي التاريخ الرجعي , حتي تاريخ الاستعمار نفسه- و أنه من ثم محكوم عليه قبلا و بحتمية التاريخ بأنه ولد ليموت”
“قل تعالوا إلي كلمة سواء بيننا و بينكم! هذا شعار المسلمين للمسيحيين الآن كما ينبغي. أساس التعايش السلمي بين الديانتين هو الاعتراف المتبادل, و الاحترام المتبادل, و الإخاء المتبادل و الرخاء المتبادل. ديانتان و عالم واحد, ثقافتان و حضارة واحدة ... نحن معاً, ووحدنا فقط صنعنا الحضارة القديمة و الحديثة و شكلنا تاريخ العالمجمال حمدان - صفحات من أوراقه الخاصة”
“ إن ما تحتاجه مصر أساسا إنما هو ثورة نفسية، بمعني ثورة علي نفسها أولا ، وعلي نفسيتها ثانيا ،أي تغيير جذري في العقلية والمثل وأيديولوجية الحياة قبل أي تغيير حقيقي في حياتها وكيانها ومصيرها ...ثورة في الشخصية المصرية وعلي الشخصية المصرية ...ذلك هو الشرط المسبق لتغيير شخصية مصر وكيان مصر ومستقبل مصر”
“فالعالم الثالث هو أكبر متحف عالمي للحفريات الساسية و مخلفات الطغيان والاستبداد الشرقي القديم و الرجعيات البدوية البدائية العتيقة المتحجرة , فضلا عن أنه غدا أبشع معقل للديكتاتوريات العسكرية و الفاشية اللاشرعية الاغتصابية الفاسدة نصف المتعلمة أو نصف الجاهلة . و كأنما قد حكم عليه بأن يستبدل بالاحتلال العسكري الأجنبي القديم أيام الاستعمار , الاحتلال العسكري الداخلي الجديد تحت الاستقلال , هذا استعمار خارجي و هذا " استعمار داخلي ”