“اولا ـ التاريخ يستمد وحيه من واقع الظروف التي صنع فيها وذلك بعد تحليل وإعمال فكر واحاطة بالروايات وبالوثائق الواردة عن الحادث . وثانيا ـ تدوين التاريخ وفقا للاجتهاد الذي يتوصل إليه وجدان المؤرخ عنه . وثالثا ـ عدم الرضوخ لمدرسة معينة من المدارس التي تفسر التاريخ وفقا لديانتها وعقيدتها في تفسير التاريخ ،لأن التأريخ لرأي معين معناه أننا نزيف ونحور التاريخ ونصوغه وفقا لعقيدتنا الضيقة ،فهنا إخضاع لحكم جامد يتنافى مع ضرورات المنهج العلمي في تفسير التاريخ . ورابعا ـ على المؤرخ أن يشخص كل جوانب التاريخ ،فلا يقتصر على التمجيد والمديح ،وفي الوقت نفسه لا يحاول تسقط العثرات ومواطن الضعف .وخامسا ـ أن يكون المؤرخ وصافا عالما عادلا أي أن ينظر إلى منشأ الروايات واتجاه رواتها والزمن الذي عاش فيه صاحب الرواية وناقلها وسادسا ـ وإزاء هذه المواصفات ،علينا ، يضيف الدكتور جواد علي ،أن نحذر من النظرة القسرية إلى تاريخنا، ويجب التبصر فيما يكتب في كل بيئة معارضة وعلى المؤرخ عدم الاقتصار على الجوانب السياسية وشمول كل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية بالاهتمام”
“على مؤرخ اليوم أن يتحدث عن كل جوانب الحياة عن كل الطبقات عن الخاصة والسواد”
“فأنا رجل اعتقد إن الإنسان مهما حاول إن يتعلم،فأنه يبقى إلى خاتمة حياته جاهلاً، كل ما يصل إليه من العلم هو نقطة من بحر لا ساحل له. ثم إني ما زلت أشعر أني طالب علم، كلما ظننت إنني انتهيت من موضوع، و فرحت بانتهائي منه، أُدرك بعد قليل إن هنالك علما كثيراُ فاتني، و موارد جمة لم أتمكن من الظفر بها، فأتذكر الحكمة القديمة :العجلة من الشيطان”
“النقد العلمي الحق إنشاء وبناء، والمدح والإطراء في نظري ابعاد لطالبي العلم من أمثالي عن العمل والتقدم،وسبب يؤدي إلى الخيلاء والضلال، وفوق كل ذي علم عليم.”
“نسبة الاخطاء الفكرية والعلمية الى المؤرخين العرب، عمل جائر، وقو ل فيه اجحاف ، فالمؤرخ هو مثل غيره من الناس بما فيهم العلماء متأثرون بمحيطهم وبيئتهم، ولكل زمان ومكان ظروف وعقلية، فلا يجوز لأناس مثلنا ان ترمي المتقدمين علينا بالوقوع في الخطأ”
“التاريخ في حد ذاته هو وصف لفعل مضى وانقضى استخرج من الوثائق، والوثائق هي مادة التاريخ، وعليه تكون قوة حجة المؤرخ أو ضعفها في وصف حادث ما، مستمدة من الوثيقة.”