“من الطبيعي أن يشجع جو الأزمة هذا عناصر النفور والنشاز على البروز والتكاثر وأن يفتح لأصحاب المصالح الجزئية والأناية أوسع المجالات لتحقيق مآربهم وأهدافهم، وأن يخرج مصير البلاد من أيدي ابائها ويضعها بين ايدي أولئك الذين يظهرون مهارة أكبر في التعامل مع القوى الكبرى والدول المهيمنة. ففي جو فقدان الإرادة الجماعية أو ضعفها تصبح ارادة السيطرة مصدرًا للعزيمة والسطوة. ويصبح تهور المغامرين اقدامًا وقوة، وعند غياب الرؤية الواضحة تصبح قناعة الجاهلين منبعًا للعرفان، وادعاء المطالبين والمتعالين رؤية ونبوة. فهي سنة كونية تقضي بأن السلطة اذا ضعفت تحلل أصحابها منها، وأن الدولة أذا هرمت تبرأت اطرافها منها، وأن الدعوة متى أنحطت كثر المناهضون لها، وأن الأمة متى وهنت وطال تفسخها زاد ابتعاد الناس عنها وبرمهم بها حتى تنحل ويقضي عليها، او يبعث فيها من يوفر لها ظروف نشأة جديدة.”
“فقد قضى على الناس أن يموت منهم من يموت ،ويحيا منهم من يحيا ، وأن تكون الذكرى هي الصلة بين أولئك وهؤلاء ، وأن يكون في الذكرى كثير من الحزن والألم ، وقليل من الراحة والدعة وأن تعمل الايام عملها على كر النهار ومر الليل ، فيسعى العزاء إلى النفوس شيئا فشيئا ، فيقرها ويهدئها ولعله ينتهي بها الى النسيان”
“أليس من الغريب أن يصبح النخيل غريباً في أرضه ، وأن تصبح الأزهار عملة غير قابلة للتداول .. وأن تختفي العصافير خوفاً ...وتسود الغربان بهتاناً وزوراً.....هذا زمان اختلت موازينه”
“لها في طرفها لحظات حتف . . تميت بها وتحيي من تريدوإن غضبت رأيت الناس هلكى . . وأن رضيت فأرواح تعود”
“ولكنها شعرت فجأة برغبة شبيهة برغبة القطة الصغيرة التي تبحث عن الدفء. أرادت أن يدللها أحد، وأن يربت على كتفها، وأن يمسح شعرها، وأن يقول لها من جديد انها جميلة.”
“إن الخطأ الذي لا يغتفر أن يتوقف الاجتهاد وأن يجبن العلماء خوفاً من أن يقال إنهم أدخلوا البدع, أن يتقاذف الناس الاتهام بالتكفير, وأن ينغلق رجل العلم على علبة العلم, وأن ينغلق رجل الدين داخل قوقعة الدين, وأن ينعدم التواصل, وأن ينحل التفكير إلى جزر منفصلة غير مترابطة, وأن نفتقد الرؤية الشاملة, وأن يختنق كل واحد في تخصصه فذلك بداية الإنحدار والأفول والتخلف الحضاري”