“وقبل أن أدرك الفرق بين الديانة الإسلامية والديانة المسيحية لك يكن يدور بخلدي أن هذه الوجوه المتشابهة في كل شيء، تتكلم نفس الكلام، تلبس نفس الثياب، تأكل نفس الطعام، تحكي نفس الحواديت، تترنم بنفس الأغاني -فيما تتبادل أكواب الشاي ولف السجائر- يمكن أن يكونوا طائفتين لكل منهما عقيدتها وصلواتها وصومها المختلف، وحتى بعد أن كبرت وأدركت البعد الإنساني للديانات بقيت الملامح تلتبس عليّ إلى اليوم، فكثيرا ما أنادي على أحد الرجال باعتباره عم محمد رمضان، فإذا اقتربت منه اتضح لي أنه عم صليب، والعجيب أن الملامح واحدة إلى حد التطابق، والأعجب أن كليهما فلاح ونجار سواقي معا، كما أن الجلباب يشبه الجلباب..”
“ يمكن أن تحكم الناس بالقمع والخوف لكن الخائفين لا يمكن أن ينتصروا في حرب. في ساحة القتال يجب أن يكونوا أحرارا،يجب أن يقهروا خوفهم بإرادتهم لا بأوامر قادتهم...الشجاعة ليست غريزة بل هي بالضبط قهر الخوف القابع في كل نفس ..”
“لأنني بددت عمراً أفكر في ماذا لو، رغم أن كل الطرق تؤدي إلى نفس المصير”
“الإنجاز يحتاج إلى شيء من الروتين ( الإيجابي ) .. أن تعتاد فعل نفس الشيء لفترة طويلة”
“الغربة لا تكون واحدة .... إنها دائما غربات .غربات تجتمع على صاحبها وتغلق عليه الدائرة .. يركض والدائرة تطوقه .. عند الوقوع فيها يغترب المرء في " أماكنه " وعن " أماكنه "أقصد في نفس الوقت يغترب عن ذكرياته فيحاول التشبث بها .. فيتعالى على الراهن والعابر . إنه يتعالى دون أن ينتبه إلى هشاشته الأكيدةفيبدو أمام الناس هشا ومتعالياً .. أقصد في نفس الوقت يكفي أن يواجه المرء تجربة الإقتلاع الأولى حتى يصبح مقتلعاً من هنا إلى الأبدية .. الأمر يشبه أن تزل قدمه عن درجة واحدة من السلم العاليحتى يكتمل النزول إلى منتهاه .. الأمر يشبه أن ينكسر في يد السائق مقود السيارة .. كل سيرها بعد ذلك يصبح ارتجالاً على غير هدىلكن المفارقة تكمن في أن المدن الغريبة لا تعود غريبة تماماً .”