“يا غافلين افيقوا قبل بعثكم***و قبل يؤخذ بالاقدام و اللممو الناس اجمع طرا شاخصون غدا***لا ينطقون بلا بكم ولا صممو الخلق قد شغلوا و الحشر جامعهم***و الله طالبهم بالحل و الحرمو قد تبدى لاهل الجمع كلهم***وعد الاله من التعذيب و النقمو كل نفس لدى الجبار شاخصة***لا ينطقون بلا روح من الزحم”
“الواجب على العاقل أخذ العدة لرحيله ، فإنه لا يعلم متى يفجؤه أمر ربه ، و لا يدري متى يستدعى ؟و إني رأيت خلقاً كثيراً غرهم الشباب ، و نسوا فقد الأقران ، و ألهاهم طول الأمل . و ربما قال العالم المحض لنفسه : أشتغل بالعلم اليوم ثم أعمل به غداً ، فيتساهل في الزلل بحجة الراحة ، و يؤخر الأهبة لتحقيق التوبة ، و لا يتحاشى من غيبة أو سماعها ، و من كسب شبهة يأمل أن يمحوها بالورع . و ينسى أن الموت قد يبغت . فالعاقل من أعطى كل لحظة حقها من الواجب عليه ، فإن بغته الموت رؤى مستعداً ، و إن نال الأمل ازداد خيراً .”
“فأما من حيث وعظ النفس و تأنيبها ، فينبغي لمن رآها تسكن للخلق ، و تتعرض بالدناءة من الأخلاق أن يعرفها تعظيم خالقها لها فيقول : ألست التي قال فيك : خلقتك بيدي ، و اسجدت لك ملائكتي ، و ارتضاك للخلافة فى أرضه ، و راسلك و اقترض منك و اشترى . فإن رآها تتكبر ، قال لها : هل أنت إلا قطرة من ماء مهين ، تقتلك شرقة ، و تؤلمك بقة ؟ و إن رأى تقصيرها عرفها حق الموالي على العبيد . و إن ونت في العمل ، حدثها بجزيل الأجر . و إن مالت إلى الهوى ، خوفها عظيم الوزر . ثم يحذرها عاجل العقوبة الحسية ، كقوله تعالى : " قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم و أبصاركم" و المعنوية ، كقوله تعالى : " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق .”
“من سرّح لسانه في أعراض المسلمين و اتبع عوراتَهُم ، أمسگ الله لِسانه عن الشهادة عند الموت”
“لا يصفو العيش إلا لمن علق قلبه بالله و ترك ما سواه .”
“قم بالحق و اعتزل ما لا يعنيك و تجنب عدوك و احذر صديقك من الأقوام إلا الأمين من خشي الله و لا تصحب الفاجر و لا تطلعه على سرك و استشر في أمرك الذين يخشون الله”
“ويحك!! إنما يكون الجهاد بين الأمثال، و لذلك مُنٍع من قتل النساء و الصبيان، فأي قدر للدنيا حتى يحتاج قلبك إلى محاربة لها؟! أما علمت أن شهواتها جيفٌ ملقاة؟! أفيحسن ببازي الملك أن يطير عن كفه إلى ميتة؟!”