“أنت لا تنخدع بالمظاهر فالكلام الطيب مكر والابتسامة شفة تتقلّص والجود حركة دفاع من أنامل اليد، ولولا الحياء ما أذن لك بتجاوز العتبة. تخلقني ثم ترتد، تغير بكل بساطة فكرك بعد أن تجسد في شخصي، كي أجد نفسي ضائعا بلا أصل وبلا قيمة وبلا أمل؟ ، خيانة لو اندك المقطّم دكّا ما شفيت نفسي، ترى أتقر بخيانتك ولو بينك وبين نفسك أم خدعتها كما تحاول خداع الآخرين؟ ألا يستيقظ ضميرك ولو في الظلام؟”
“والابتسامة شفة تتقلص”
“لن أنسى الماضي لأنه حاضر - لا ماض - في نفسي.”
“ماذا يحتاج الفتي في هذا الوطن ؟ إلي المسدس والكتـاب..! المسدس ليتكفل بالماضي والكتاب للمستقبل.”
“هم بالهرب أو بالتراجع أو حتى التحول عن موقفه و لكنه لم يفعل شيئاً, ما وقوفك و قد تشتت الجمع؟ في خلاء أنت , اهرب...صدرت عن ذراعيه و ساقيه حركة بطيئة وانية متراخية.ما أشد الضوضاء, و لكن بم علا صراخها؟ هل تذكر؟ ما أسرع ما تفلت منك الذكريات.ماذا تريد؟ أن تهتف؟ أي هتاف؟ أو نداء فحسب...من؟ ما؟ في باطنك يتكلم, هل تسمع؟ هل ترى؟ و لكن أين؟لا شيء, لا شيء, ظلام في ظلام, حركة لطيفة تطرد بانتظام كدقات الساعة ينساب معها القلب...تصاحبها وشوشة. باب الحديقة. أليس كذلك؟ يتحرك حركة تموجية سائلة, يذوب رويداً رويداً , الشجرة السامقة ترقص في هوادة, السماء...السماء؟منبسة عالية...لا شيء إلا السماءهادئة باسمة يقطر منها السلام.~بين القصرين~لعلها محاولة لسبر أغوار لحظات أخيرة و أنفاس أخيرة لحياة شهيدلعلها...”
“لو أن لبائع اللب قدرة على الجدل لدلل على أنه يلعب دوراً خطيراً في حياة البشر، ولا يبعد أن يكون لكل شيئ قيمة ذاتية ولا يبعد كذلك ألا يكون لشيئ قيمة البتة، كم مليوناً من البشر يلفظون أنفاسهم في هذه اللحظة؟ في الوقت نفسه يرتفع صوت طفل بالبكاء على فقد لعبة، أو صوت عاشق يبث الليل والكون متاعب قلبه، أأضحك أم أبكي؟”
“وصار دأبه بعد ذلك ذم النساء ورميهن بكل نقيصة، فهن حيوانات ماكرة ومكرهن سيء قوامه الطمع والكذب والتفاهة، إنهن أجساد بلا روح، إنهن مصدر الآم الإنسان وويلات البشرية، وما أخذن بظاهر العلم والفن إلا خدعة يختفين وراءها ريثما يوقعن في شباكهن الضحايا، ولولا شهوة خبيثة ألقيت في غرائزنا ما ظفرن برجاء ولا مودة.”