“و هكذا أيضاً فلا يجوز أن يترك المجاهدون الواجب عليهم من العلوم التي هي فرض عين ، كالتوحيد و ترك الشرك و سائر أصول الإيمان ، و كالعبادات الواجبة و معرفة الحلال و الحرام في المطاعم و المشارب و الملابس و المعاملات ، فإن جهلهم و معاصيهم من أعظم أسباب هزيمتهم.”
“و كذلك لا يجوز لطلاب العلم في وقت الجهاد أن يتركوا الجهاد العيني زاعمين انشغالهم بطلب العلم ، فهل نأمرهم بترك الدفع عن أنفسهم و أهليهم و أعراضهم و أموالهم للتعلم ؟فهذا من أعظم الأمور خطراً على الدعوة الإسلامية ...”
“والجماعات الإسلامية المعاصرة فيها شيء من هذا النوع من الاختلاف -نعني اختلاف التنوع-، فبعض الجماعات و الاتجاهات اهتمامه الأكبر طلب العلم بأنواعه ، من علمٍ بالحديث و الرجال و الفقه و التفسير و الأصول و العقائد و غيرها ، و بعض الجماعات اهتمامه بالدعوة و التبليغ ، و بعضها بالجهاد في سبيل الله كما في البوسنة و كشمير و غيرها ، و منها ما يكون أكبر اهتمامه بالتواجد في مراكز التأثير في المجتمع من خلال العمل المنظم كالنقابات و نحوهاو المواقع الاقتصادية ، أو في العمل السياسي عند من يرى جوازه و مشروعيته ، ولا شك أن هذا التنوع مطلوب و ليس بمذموم ، بل تحقيق التكامل فيه بين الاتجاهات الإسلامية هو ما يحقق الفائدة للصحوة من كل خير ، و لكن لابد -لتحقيق أكبر الفائدة من هذا النوع من الاختلاف- من تجنب محاذير و أمراض ظهرت في العمل الإسلامي المعاصر ، بل ظهرت فيما سبق من العصور ، و نبه عليها العلماء.”
“الحج رحلة محفوفة بالتعب و الترقب ، تبدأُ بالأمل و تنتهي باليقين و الشك .اليقين بروعة الإيمان ، و الشك في أهمية كل الماديات في حياتنا .”
“النمطيون لا يسألون الله إلا حسن الخاتمة و النجاة من النار, و ينسون أن يسألوه علماً و فهماً و عملاً و تطوراً, و بنية تحتية و تكنولوجيا حديثة, و استقراراً سياسياً و اقتصاداً متيناً, فالموت عندهم راحة من كل هذا. النمطيون يبنون بيوتاً و لكنهم لا يبنون مدينة, يزرعون شجرة ولا يزرعون حديقة. النمطيون لا يعلمون, ولا يريدون أن يعلموا, و يحبون أن يصنفوا ما يجهلونه تحت باب "علم لا ينفع". النمطية داء حضاري, يورث الدعة, و يدعو إلى الاستسلام و التسليم. الاستسلام لا يحقق السلام, العمل الصادق وحده يمنح الإنسان سلاماً فوق الأرض و تحتها”
“من عاش لنفسه عاش صغيرا و مات صغيرا , و من عاش لغيره عاش كبيرا و مات كبيرا .”
“و مهما يكن من شيء، فإنه لا يجوز علاج الرفض بالفرض، فالشباب حين يسرفون في طلب الحرية و لو بالفوضى، و في انتزاع الاستقلال و لو بالتمرد على كل نظام، إنما يعبرون عن رغبتهم في رفض ما يفرض عليهم، و كلما أكثرنا من التوجيهات و التعليمات التي نحاول أن نفرضها عليهم فرضاً بأسلوب التلفين المباشر، أو الوعظ المباشر، أكثروا من الثورات النفسانية اللاواعية و اللامسؤولة، و من صور الرفض و التمرد و العقوق.”