“سألته السؤال الذى كان يلح علي ليلاً:ولماذا لا تثورون؟انفجر يضحك حتى سال دمعه وقال:هذا شئ يتكرر من حين لحين.. لكن ثورات القرن العشرين التى تحقق غرض الجموع قد صارت تاريخاً بائداً..لن يرى أحد ثانية شاه (إيران) الذى يحلق بطائرته بحثاً عن بلد يؤويه، ولن ترى جثة (شاوشيسكو) أو (موسولينى) معلقة فى ميدان عام”
“توقظنى أحلامى وكوابيسى أحياناً، وفى أحيان أخرى توقظنى أفكارى، ويوقظنى أن أهجس بمصيرى ومصائر أحبتى،وكم يرعبنى أن أفكر بمصائر من أحبهم، فى الموت الذى قد يأخذهم، فى المرض الذى قد يلحق بهم، فى الخيبة التى قد تفتت قلوبهم، فى العجز الذى قد يقعدهم، وأعرف ليس بيدى أن أمنع عنى وعنهم ما ينتظرنا، لكن ليس بيدى أن لا أهجس بكل ذلك فلا أنام.”
“هناك فراغات يتركها الراحلون فراغات لا يمكن أن تملؤها بشخص آخر فالفراغ الذى يتركه رحيل الأم لا تملؤه حبيبه والفراغ الذى تتركه الحبيبة لا يملؤه صديق والفراغ الذى يتركه صديق لا يملؤه صديق آخر,الأشخاص كالألوان اذا رحل عن حياتك اللون الأحمر قد يهون عليك اللون الأخضر بعض الألم لكنه مهما كان مخلصا لن يصيح أحمر فى يوم من الأيام”
“إن الرجل الذى يرى فى الله عوضا عن كل فائت، ينظر إلى عرض الدنيا وشئون الأقربين والأبعدين نظرة خاصة، نظرة من يحكم عليها من أعلى، لا من تتحكم فيه وهو دونها أو وراءها...!!”
“موت أبى فى نهاية العام أكثر ما مسَّنى، ولم أفهم مصدر حزنى العميق إلا بعدها بسنوات: لم يكن هذا حزنا على فقد الأب فحسب، بل على الزمن الذى يمضى بلا رجعة ولا يوقفه شىء أو أحد، حتى أقوى الناس فى نظرى. حين مات أبى شعرت أنى كبرت: انتقلت بين عشية وضحاها من طابق الصغار إلى طابق الكبار. صعدت إلى الطابق الأعلى الذى ليس فوقه طوابق أخرى، والذى لا يمكن النزول منه ثانية، مهما فعلت.”
“كان فى صوته طعم العبادة حين تجىء فى الوقت الذى احتاج إليها بشدة، صوت عميق...رقيق، فيه نغمة اجراس كنيسة مدينتنا...فيه مزيج من جلجلة و سكون أربكنى...فيه نَفَسُه الذى حفزنى...فيه ايامه التى رافقته طويلاً...تاركة بصمة من هلاكها عليه...”