“في الحياة أمور أهم من مجرد معرفة مكان شيء أو شخص, من الانتقام! الانتقام سخافة جعلتنا أقرب للهمج, فقد علمتني السنون مراقبة الجميع بعيون الحياد وبكثير من الشفقة, هل سمعت بسيزيف؟”
“هل سمعت بمصطلح Narrator ؟من أخاطب؟ أخاطبك أنت طبعا, أيها القارئ المتحذلق الذي يتظاهر بالعبقرية محاولا الاستمتاع بأحداث هذه القصة المتشابكة!قد تكون ذكرا "أرسيناليا" متعصبا يحاول التظاهر أنه مثقف, يمسك بالكتاب كي يراه البقية فيمعنون الرمق بإعجاب "كون الفتى مثقف", وقد تكونين أنثى سطحية تعرف يقينا أنها مثقفة, تلوي ثغرها بسخرية من مدى سخف ما تطالعه, وتتمنى الانتهاء من هذا الهراء سريعا كي تعود لمطالعة "كبرياء وهوى" بغية الحلم ب(دارسي) الوسيم!قد تكون زوجتك هي من دفعك لمطالعة هذا الكتاب كونه أعجبها لحسن حظي, وقد تكونين ضجرة من إعراض زوجكِ عنكِ كي يشاهد المباراة الأهم من العلاقة الزوجية, وراغبة بإضاعة أكبر كم من الدقائق لأنكِ لن تطالعي أي كتاب حتما لسويعات..”
“- أنت تسخر وتغار بآن واحد, حسبتك تفهمني.. لماذا أتت على ذكر "الأونروا"؟ كيف علمت أنني من سكان المخيمات؟ أحقا ميزتني من ألف كما ادعت؟ أهو اليأس من الظفر بحياة كريمة وزوج محب وأطفال سعداء؟ أكان الطريق المعبد بالأشواك للظفر بمجرد وردة يانعة واحدة لا غير؟”
“في السجن ثمة حلم تنساه خارجه, الحلم بالحرية! وعندما تخرج يصير الأكسجين أجمل! وتصير مخلوقات الله ولا أروع, تتلفت انبهارا بكل شيء حولك وأنت غير مصدق لما تشاهده, الناس من حولك يسيرون غير مبالين, في حين تبدو أنت بينهم كمن أتى من الماضي لكي يزور المستقبل!”
“- أنت خرجت من بطن الظلمة كي تواجه عالما مستقبليا ينحدر للأسوأ, وللأسوأ دائما, قد تجد أمورا مبهجة, تغيرات قليلة طرأت, ولكن بالنسبة لمن؟ لك؟ ستجد أناسا عاشوا سنوات عمرهم من دون الشعور بأي تغيير, وقد اصطحبوا ذلك الشعور البغيض معهم للقبر في النهاية, لم يأبهوا للتغيرات في حياتهم, عاشوا بصورة طبيعية وماتوا بصورة طبيعية..”
“- "إذا أردت صنع عالم "ديستوبي" مثالي فعليك بالشرطة أولا, دعهم يرون جزءًا من النعيم الواعد, دع لعاب رجل الأمن المعتد بنفسه يسيل حتى يجف, دعه يشهد أن عالم الانحدار ليس بذلك السوء, هنا يستطيع رجل أمن قبيح وممتلئ أن يظفر بأجمل فتاة وبأبخس سعر, كل القاذورات التي يأبى إظهارها في مجتمعه الذي يزعم التحضر بإمكانه التبجح بها هنا, لكن لكل شيء ثمنه طبعا..هل تذكر عندما كان والدك يهددك بقطع المصروف أو بخلع فيشة التلفاز إن لم تذاكر؟ كنت تخاف على مصروفك وبرامجك التي ستفوتها لدرجة التظاهر بالمذاكرة كي لا يضيع منك شيء مما تشتهيه وتتمنى اقتنائه.. أولئك الذين يتبجحون بالشارات الأمنية لن يتخلوا عن المتع البهيمية هنا, إنها "يوتوبيا" رجال القانون قبل أن تكون يوتوبيتنا نحن!”