“و إذا كان أكثر الأوساط طهورية عند المسلم -مجتمع الصحابة- لم يخل من التحفيز المادي حتى في لحظات الجهاد و الموت (من قتل قتيلا فله سلبه).. فكيف بمجتمعاتنا المعاصرة التي تعيش تحت ضغوط حياتية صعبة.”
“تحت دقات و أجراس الساعة, التي كانت تحسب الإيقاع الذي كان, تحت قانونها الوقتي, يتطور مسلسلا مظلما من معاني الاستمرار و من هدف غير متوقع. حبكة ما كانت تخص وجودها و التي كانت تبدو أنها تنظم نفسها من وراء ظهرها. لم يكن من خلف ظهرها تماما, و إنما في الجزء الأكثر ظلمة في حياتها.”
“و أتيح لأتباع التابعين أن يسمعوا فتاوى المفتين من الصحابة و التابعين، فهيأ ذلك الفرصة لهم ليدلوا ببعض آرائهم اجتهاداً و استنباطاً، ولا سيما في القضاء و الفتوى. ثم كان من العوامل التي أعانت القوم على تكوين المذاهب الفقهية تدوين القرآن و السنة، و جمع فقه الصحابة و فتاواهم في الواقع، و تصنيف طائفة غير قليلة من العلوم التي تقوٍّي ملكات الاجتهاد و الاستنباط و القياس، كعلوم اللغة العربية، و تفسير القرآن، و أدب المناظرة، و علم الكلام. و زاد من ذلك كله تشجيع الخلفاء للحركة الفقهية، و عنايتهم بمجالس البحث و النظر، و رغبة الكثيرين منهم في الجدل العلمي الدقيق. نتيجة لتلك العوامل نشأت المذاهب الفقهية، و كان منها المذاهب الفردية التي انقرضت و لم يكتب لها البقاء، و المذاهب الجماعية التي كونت مدارس و وضعت مناهج للبحث التشريعي في ضوء مصادر التشريع.”
“لعصرنا أسلوب فريد في قتل و اضطهاد الاديب .. عصرنا يقتل الأديب أكثر من مرة بصورة غير مباشرة و أساليب متعددة .. يقتله أحيانًا حبًا و ثراء , ثم يقتله نهائيًا لا من أجل شيء قاله و لكن من اجل شيء لم يقله !”
“لكن هل تعرفين من هم البشر؟ إنهم بؤساء لحدّ الموت. إنهم أكثر بؤساً من الحشرات، و أكثر بؤساً من أوراق الشجر التي ماتت مجهولة في السنوات الماضية. فهم يموتون و لا يعرفون سبب موتهم.”
“ولا يحسبن البعض أن حب الوطن الصغير - الإقليم - مرهون بسيادة كامل الإسلام في دولته و مؤسساته و حياته .. ذلك أننا إذا لم نحب الأوطان التى تشوب الشوائب إسلامية نظمها , والتى خلطت دولها عملا صالحاً بآخر سيئ, فلن نخلص الجهاد في سبيل تحريرها من هذا الذي طرأ على الإسلام فيها .. و إلا فكيف أجاهد في سبيل وطن لا أحبه ؟!”