“حلت جدائلها واندفعت تقص ذيل فستانها الطويل وبخفة دفعت بساقيها الهواء أزاحت حجب الليل واستقرت هناك إلى جوار آلهة الأوليمب ، تدق بكعبيها الأرض في كل مرة تبقر باطنها تلد ينبوعا رقراقا ، تستقبل نور الشمس بين ذراعيها وتغرق الكون بقارورة ألوانها ، يجلسون أسفل الجبل ينتظرون طلتها يفسرون ألوانها يحاولون فك شفرة كلماتها المبعثرة ، يعجزون ويعجزون يقبلون قدميها باكين طالبين العفو تدق الأرض بكعبيها وتمضي تاركة وراءها ينبوع جديد”
“تسارعون للنقاط تسرفون في تفسير معانيها ، تزيدون حجم التخيل وقد لا تعلمون أن كل نقطة تخفي وراءها قسوة أو أحيانا فرحة وقد تكون رغبة وقد يكون نداء كل نقطة بكلمة وكل كان تاريخ وكل حكاية بعض نقاط شئنا أكملناها أو أغلقنا عليها أرماسنا فلا تفتح إلا بموت جديد”
“تكتب من جديد وتتمنطق بحروف الغياب لتغوص في وحل أبطال يشجعونها على الحياة لتنبت براعمها مرة أخرى”
“في كل مرة يرونها تقترب من البركان يظنون بها الجنون لا يعرفون أنها من تلقي للبركان بجممه”
“اشتقت الحديث عن الحب، اشتقت حروفي المبعثرة على صفحة الهوى ألملمها فأنسج صفحات من وصل ومن هجر ومن شوق ومن عشق، الحب أسطورتي الحمقاء التي في طياتها سكنت كل سطر أكتبه فيها بمداد قلبي الذي لم تروه كلمة أحبكِ، فالحب في أسطورتي لا يعرف الكلمات، هناك حيث كان الغيم سكننا صرت أنسج رداء لي وله، راح يبحث عن نار ورحت أبحث عن خيوط الأمل لأكمل نسيجنا، حين جاء بناره تكاثف الغيم مطرا وسقطنا في براح الهجر”
“كأنك المجذوب الموتور، كأنك الحلم حين يلفظه الواقع، كأنك المحروم الممدود على صليب الحق، التقوى، العدل، الأمانة، كأنك الضائع في رحى الزهد، في حمى العشق، كأنك لا شيء سوى كلمة نفثها الحب في الهواء ومضى”
“هناك على تلك الحافة التي تعرفينها تحلق الطيور ، ترفرف بأجنحتها، هناك أيضا شمس ليست حنون وقمر ما اعتاد الاكتمال تعرفين أن الحرف حين يرتبط بالآخر قد يصنع كلمة وقد يصنع حرف جر للهاوية تعرفين أيضا أن النور إن لم يكن من داخلنا فلن يهبنا إياه أحد ، قد لا تتقنين غير حرفة الكلام قد لا تعرفين من أمور النساء الكثير لكني أعرف أنك حين تحبين تملكين الكون فهل فعلا أدركتيه أم لم تدركي أن الكون هو تلك الحافة التي تعرفينها ؟”