“خففّ الله عن الإنسان فأودع فيه (قوة التخيّل) يستريح إليها من الحقائق؛ فإذا ضجرَ أهل الخيال من الخيال، لم يُصلحهم إلا (الحب)، فهو ناموس التطور للقوة المتخيّلة، ولن تجد في الأشياء العجيبة أعجب منه، حتى كأنّه أمٌ تلد؛ فالمرأة هي تلد الإنسان ولكنّ (حبّها) يلد النابغة !!”
“ينفر الإنسان من الكلمة التي تحكمه، ولكنه في الحب لا يبحث إلا عن الكلمة التي تحكمه”
“لهذا يمنع الدين خلوة الرجل بالمرأة، ويحرم إظهار الفتنة من الجنس للجنس، ويفصل بمعاني الحجاب بين السالب والموجب، ثم يضع لأعين المؤمنين والمؤمنات حجابًا آخر من الأمر بغضّ البصر، إذ لا يكفي حجاب واحد، فإن الطبيعة الجنسية تنظر بالداخل والخارج معًا؛ ثم يطرد عن المرأة كلمة الحب إلا أن تكون من زوجها، وعن الرجل إلا أن تكون من زوجته؛ إذ هي كلمة حيلة في الطبيعة أكثر مما هي كلمة صدق في الاجتماع، ولا يؤكد في الدين صدقها الاجتماعي إلا العَقْد والشهود لربط الحقوق بها، وجعلها في حياطة القوة الاجتماعية التشريعية، وإقرارها في موضعها من النظام الإنساني؛ فليس ما يمنع أن يكون العاشق من معاني الزوج، إما أن يكون من معنى آخر أو يكون بلا معنى فلا؛ وكل ذلك لصيانة المرأة، ما دامت هي وحدها التي تلد، وما دامت لا تلد للبيع.”
“سبحانك يا من لا يقال لغيره : سبحانك ! خلقت الإنسان سؤالا عن نفسه وخلقت نفسه سؤالا عنه ، وخلقت الاثنين سؤلا عنك ، وما دام هذا الإنسان لا يحيط به إلا المجهول فلا يحيط به من كل جهة إلا سؤال من الأسئلة ، ولا عجب إذن أن يكون له من بعض المسائل جواب عن بعضها .هذه هي الطريقة الإلهية في دقائق الأمور : تجيب الإنسان الضعيف عن سؤال بسؤال آخر !”
“كأن هذا الحب قد ضرب بيننا وبين الحقائق بسورٍظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب ،فكل ما رأيناه رأي العين من فرح الأشياء ولذتهاعلمناه في علم أنفسنا أوجاع مكابدة وآلام حرمان !”
“الطبيعة نفسها تُخفي عن الإنسان أكثر الحقائق رحمة منها بالعواطف التي هي قوام نفسه .”
“ولن يكون الحب عشقاً ما لم يرتفع بالنفس عن ذاتها ، ولا تسمو النفس عن ذاتها ما لم يعل نظرها إلى الأشياء ،والنظر الإنساني لا يعلو بشيء إلا إذا ألبسه معناه الإلهي !”