“لم أبتسم وأنا أتذكّر كلمات ستّي المعهودة: شو يقولوا الناس، لأنّ الواقع هو الواقع. نحن لم نتغيّر عن أيام ستّي ولا شعرة، بل تراجعنا عدّة خطوات. البلد مليئة بالجلابيب والبراقع، وأصوات المآذن تتحفنا في كل صباح وكل مساء بهتافات مدويّة مسعورة عن الكاسيات العاريات الفاجرات العاهرات حتى بتنا نخاف من المشي في الشارع خوفاّ من لعنة أو رشقة حجر أو ماء نار. نمشي بالكُمّ والمستّر ونقف أمام المرآة قبل الخروج لنتأكد من المظهر حتى لا نغضب الشارع وشيخ الجامع. صرنا نخاف من الجامع ومن الشارع ونظرات الناس. صرنا نخاف. صرنا نسمع عن ذبح نساء اتُهمن جزافاً بسوء الخلق والتجسّس. سوء الخلق يعني لباساً مفتوحاً وتبرّجاً، أو قصة غرام وفضيحة، لأن الغرام يعني فضيحة ويعني تجسّساً. هذا ما وصلنا إليه في هذا السجن، هكذا صرنا! سحر خليفة، حبي الأول”