“ليس العرفان منهجا غريبا وشاذا، بل له أسباب ودواع كغيره من العلوم وطرق المعرفة البشرية استنادا إلى سعي الإنسان الحثيث والدائم عن حقيقة الوجود، وكذلك البحث عن كيفية الوصول إلى الحق عبر الوسائل المختلفة و الممكنة.”
“الجانب النظري من التصوف يشابه إلى جانب كبير منه العرفان النظري. هذا التشابه جعل الكثيرين لا يميزون بين العرفان والتصوف إلى حد جعلوهما أمراً واحداً. فالتصوف منهج وطريقة زاهدة، مبتنية على أساس الشرع وتزكية النفس، والإعراض عن الدنيا من أجل الوصول إلى الحق تبارك وتعالى والسير باتجاه الكمال. أما العرفان فهو مذهب فكري، وفلسفي، متعال وعميق، يسعى إلى معرفة الحق تبارك وتعالى، ومعرفة حقائق الأمور، وأسرار العلوم، وليس طريقه هو منهج الفلاسفة والحكماء؛ بل هو منهج الإشراق والكشف والشهود.”
“حول تحديد مفهوم العرفان أو تعريفه بكلا قسميه النظري والعملي يقول يثربي: (( العرفان هو عبارة عن العلم بالحق سبحانه من حيث أسمائه و صفاته ومظاهره، والعلم بأحوال المبدأ والمعاد وحقائق العالم وكيفية رجوعها إلى الحقيقة الواحدة التي هي الذات الأحدية للحق تعالى، ومعرفة طريق السلوك والمجاهدة لتحرير النفس من علائقها وقيود جزئيتها ولاتصالها بمبدئها واتصافها بنعت الإطلاق والكلية)).”
“إننا لا نجد من أول القرآن إلى آخره موردا يُعبِّر فيه القرآن عن موجودات عالمنا بالمصنوعات ، أو الممكنات... وإنما تعبيره دائما بأنها جميعا آيات الحق سبحانه وتعالى.”
“الدين يدعو إلى العرفان دعوة طريقية لا غائية، فالعرفان وسيلة وليس غاية في الدين”
“جميع ما في العالم لو نظرت إليه منعزلا عنه سبحانه لم تجده شيئا، أما لو نظرت إليه بما هي حاكية عنه سبحانه وتعالى لوجدت أن لها شيئية، ولكن شيئيتها بالحكاية عن الغير، وليس لها أي شئ آخر.”
“شُكــرًا لِله تَترددُ مِئَة مـــرة..بــاقَةُ حبّ يقدِمُها الإنسَانُ إلى بــارِئه”