“إن منطق أرسطو يصلح للوعظ ولمشاغبة معاً. فالواعظ الذي يرقى المنبر ﻹنذار الناس بالويل والثبور، والمشاغب الذي يبحث عن عيوب الناس لينتقدها، كلاهما يستعمل هذا المنطق في الهجوم والدفاع. فهو منطق الوعظ ﻻ اﻻتعاظ، إذ إن المولع به شديد في وعظ غيره بينما هو بعيد عن اﻻتعاظ بما يعظ بع: فهو يتلمح في سلوك كل فرد من اﻷفراد المحتكين به تناقضاً منطقباً ولكنه ﻻيرى ذلك التناقض في نفسه.”
“يمكن القول إن منطق أرسطو كان عاملاً هامًا في عزل المفكرين عن سواد الناس . فهو قد جعل الناس على طبقتين منفصلتين من ناحية التفكير : طبقة قد صعدت في برجها العاجي تتلذذ بالتأمل في الحقيقة المجردة , وطبقة أخرى بقيت منجرفة بتيار الحياة تريد أن تتكيّف للحقائق المتغيرة يومًا بعد يوم”
“إن القيم الاجتماعية في الجماعة مثل العقد النفسية للفرد: كلاهما يوجه سلوك الناس ويقيّد تفكيرهم من حيث لا يشعرون.”
“يقال في تعريف المنطق : إنه علم القوانين التي تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في التفكير . ويسمى أيضا (الميزان)على اعتبار أنه كالميزان إذ تقاس به الأفكار ويميّز به الصواب عن الخطأ منها”
“إننا لا نتوقع تفكيراً مبدعاً من إنسان ينظر في الأمور نظره مطمئنه لا حيرة فيها, إذ هو ينظر في الأمور من ناحيه واحده, و هو واثق من صحة ما يرى, فليس لديه مشكله ذهنيه تقلقه.أما الحائر الذي تضطره الظروف إلى رؤية الأمور من نواح متضاده, فهو قلق ملتاث لا يدري أية ناحية منها صحيحه. و لابد له من أن يبحث عن حل يعالج به قلقه و التياثه, و ربما أدى به الحل إلى الإتيان بفكره جديده لا يعرفها الواثقون المطمئنون.”
“وكلما قرأت عن أحد الملوك في أحد العصور المذهبة انه كان عادلاً ، سألت نفسي كم من الناس قد شملهم عدله ؟ فإذا رأيت هذا العدل الذي يتبجح به المؤرخون قد أصاب عدداً معيناً ممن حذق في فن الكلام بالإضافة إلى أولئك الذين حذقوا في فن الرقص والعزف والغناء . . وبقي سواد الناس في حرمان قلت : ساعد الله الأمة”
“إن البراهين كما اسلفنا أمور اعتبارية وهي تتغير بتغير الأزمان ، فالبرهان الذي نقبله اليوم ربما بدا لنا سخيفاً غداً. لقد كان القدماء يعتقدون أن الإنسان حيوان عاقل والواقع أنه حيوان متحذلق فهو متععاقل لا عاقل يتظاهر بالتعقل وهو في الحقيقة مجنون إن الإنسان يسير بوحي العقل الباطن أولاً ثم يأتي العقل الظاهر أخيراً لكي يبرر ما فعل ويبهرجه ويطليه أمام الناس بالمظهر المقبول. من عرف نفسه فقد عرف ربه إن كل حركة اجتماعية جديدة تعتبر في بداية أمرها زندقة أو تفرقة أو جنوناً ، فإذا نجح أصحابها في دعوتهم اصبحوا أبطالاً خالدين إن التاريخ سار على هذا المنوال في جميع العصور لافرق في ذلك بين العصور الذهبية منها والفحمية”