“في كل من سورية ومصر والجزائر استخدم الإسلاميون مسوغات مختلفة لإسباغ الشرعية على استخدامهم العنف المسلح. مرة استند العنف الإسلامي إلى مقولة الحاكمية، مرة إلى مفهوم الجاهلية المعاصرة، ومرة إلى مفاهيم سلفية استنبط منها تكفير الأنظمة الحاكمة ووجوب قتالها. ولكن العنف في الحقيقة كان خيارا عبر عن الاستقطاب الحاد في المجتمعات الإسلامية وعن انغلاق الأفق السياسي، ولم يعدم دعاته وسيلة أو أخرى لإضفاء شرعية عليه. وكان طبيعيا أن تصل موجة العنف إلى نهايتها بعد أن استعدت قوى اجتماعية عدة وعجزت عن مواجهة عنف الدولة. بيد أن المشكلة الأساسية لم تنته بعد. فلا في سوريا ومصر والجزائر، ولا في الكثير من الدول الإسلامية الأخرى، قدمت الدولة إجابة مقنعة عن السؤال الإسلامي الملح. هزم العنف الداخلي إلى حد كبير. ولكن، إن كان من الممكن هزيمة قوى العنف وعزلها، فإن التحدي الحقيقي يظل تحدي التعامل مع التيارات الإسلامية الإصلاحية: التيارات المدنية الداعية للتعددية والمشاركة الشعبية ومواجهة الفساد، وتسندها قطاعات شعبية واسعة.”
“وسيكون من الصعب على الإسلاميين الارتفاع إلى مستوى تمثيل جماعاتهم الوطنية إن نظروا إلى أنفسهم بوصفهم طائفة مميزة عن بقية الشعب. التيار الإسلامي هو تيار سياسي يأخذ من التصور والتجربة الإسلامية مرجعا. ولكن الخطاب الإسلامي لا يعطي الإسلاميين قداسة ولا يجعلهم بالضرورة جماعة مختارة. كقوى سياسية، يصيب الإسلاميون ويخطئون، سواء كانوا في الحكم أو في المعارضة، ووحده الشعب هو من يملك الحق في الحكم على مصداقية الوعود والبرامج. إن ادعى الإسلاميون أن المرجعية الإسلامية توفر حصانة ما لهم، فسينتهون إلى بناء استبداد جديد، لا يمزق الشعوب والمجتمعات فحسب، بل يمزق القوى السياسية الإسلامية كذلك.”
“العنف ليس الضرب بالعصا العنف ليس أن تكسر ضلعا أو ضلعين العنف الحقيقي ما يجرح الروح لا الجسد وإذا كان العظم يجبر بعد كسر والجرح يلتئم بعد قطع فان جرح الروح لا يجبر ولا يلتئم.”
“الحقيقة التي لا جدال فيها أن الإخوان المسلمين كانوا بعيدين كل البعد عن تيارات العنف، بل إن وجودهم كان ضروريا لمنع تلك التيارات من الانتشار الواسع في صفوف الشبان المصريين. ولم يكن في نشاطات الإخوان في النقابات المهنية وأوساط الطلاب الجامعيين من جديد. بل إن عقد التسعينات، شهد صعودا حثيثا في نقابات المهندسين، المحامين، الصيادلة/ الصحافيين، الأطباء، ونوادي التدريس بالجامعات المصرية.”
“إن العنف هو ، في رأينا ، ظاهرة مشتركة بين الحكم العسكري والجماعات الإسلامية المتطرفة”
“الذين يحاصرون التيارات الإسلامية في المجتمع, أو يسوقونها إلى المعتقلات, يدفعونها إلى التطرف, بحرمانها من حقها الطبيعي في الحياة الهادئة!”