“ومن غرائب ما ارتآه الواعظون في هذا الأمر أن قالوا: خذوا من الغرب محاسنه واتركوا مساوئه. كأن المسألة أصبحت انتقاءً طوع الإرادة كمن يشتري البطيخ.إن الحضارة جهاز مترابط لا يمكن تجزئته أو فصل أعضائه بعضها عن بعض. فالحضارة حين ترد تأتي بحسناتها وسيّئاتها.”
“أيّا ما كان الأمر، في هذا الوجه من المسألة، فإن القضية في جوهرها لا ترد إلى المصدر الذي صدرت عنه الديمقراطية - هل هو التراث الإسلامي أم أثينا أم الغرب الحديث - فكل هذه التراثات تشكلت «إنسانيا» وقيمتها تأتي في نهاية الأمر من طبيعتها وماهيتها ومن قدرتها على الاستجابة المكافئة للمصالح والمطالب الإنسانية الأصيلة، ومن التفاعلات التي تحدث في العناصر المشكلة للمنظومة والتي تفضي إلى تحقق «المصلحة» والعدالة والخير العام. وفي هذا الشأن تظل «كلمة السر» التي صرح بها ابن عقيل هي الكلمة الحاسمة في المسألة: «السياسة ما كان فعلا يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد وإن لم يضعه رسول ولا نزل به وحي»، ومثلها كلمة ابن قيم الجوزية: «فإن ظهرت أمارات العدل وأسفر وجهها بأي طريق فثم شرع الله ودينه». فالجواب إذن عن سؤال: نصدر عن «المعطى الغربي» أم عن «المعطى التراثي»؟ هو التالي: في الأمور الإنسانية نصدر عما تتبين فيه المصلحة والخير العام والعدالة، لا أكثر ولا أقل.”
“الإنسان مجبول أن ينسى مساوئه ويتذكر محاسنه تذكراً لايخلو من مبالغة”
“قال لهم نوح: إن هذة الروح هي اثمن ما لديهم لأنها نفخة من روح الله نفخها فيهم كي يكون لهم مايميزهم عن الحيوانات, ك يكون لديهم تلك الصلة به..ضجوا بالضحك مجددا, قالوا له هازئين; إنهم لا يرون إلهه هذا, فكيف يرون ما نفخه فيهم..قال لهم إن بعض اهم الأشياء فالحياة لا ترى ولا يمكن ان تقاس او توزن.. لكن هذا لا يقلل من اهمتها, سألهم إن كانوا يرون الهواء الذي يتنفسونه.. أو, إن كان يمكن لهم ان يضعوه في الميزان, أو يصرفوه في المول, لكن هل يمكن لهم أن يتخلوا عنه.. هل يمكن لهم ألا يتنفسوا؟!”
“الأردني من أصل فلسطيني لا يختلف عن أردني من أصول تمتد إلى الجزيرة العربية أو القوقاز، كل ما في الأمر أن الناس تحب المناكفات”
“بعض الأشياء لا تقاس.. بعض الأشياء لا يمكن استعمال المكاييل فيها.. القمح والشعير والتين والتفاح يمكن أن توزن، والأشجار والبيوت يمكن أن تحسب بالأطوال والأشبار.. لكن الإنسان لا يمكن أن يقاس هكذا.. إنه أهم من أن يقاس بالمكاييل.. الإنسان لديه روح لا تملكها الأشياء.. وشبر أقل أو شبر أكثر لن يعني أن هذا الإنسان أسوأ أو أفضل..”