“إن تجميع الأصفار لا ينتج عدداً له قيمة !! وإن الجهد الأول المعقول يكمن فى رد المسلمين إلى دينهم، وتصحيح معالمه ومطالبه فى شئونهم، ما ظهر منها وما بطن .. عندئذ يدعون فيستجيبون ويكافحون فينتصرون، ويحتشدون فى معارك الشرف فيبتسم لهم النصر القريب وتتفتح لهم جنات الرضوان . إن الرجل ذا العقيدة عندما يقاتل لا يقف دونه شىء .”
“إن الأخلاق فى أرضنا تتصل اتصالا وثيقا بالإيمان ٬ فإذا اهتزت العقيدة ظهر النقص ٬ ونجم الإثم ٬ واضطربت الأمة كلها. وقد أصابنا الاستعمار العالمى فى صميمنا عندما أوهى الإسلام واستبعد إيحاءه فى الحياة العامة ٬ لقد تبع ذلك انهيار خلقى محزن ٬ وميوعة لا تستقر فيها على شىء!.”
“أريد أن أقول للمسلمين: إن قرآنكم هو المصدر الأول للاعتقاد الحق، وإن علوم الكون والحياة هى الشارح الجدير بالتأمل والمتابعة..وإن العظمة الإلهية تزداد تألقاً فى عصر العلم وإن التقدم العلمى صديق للإيمان، وخصم للإلحاد.وأريد أن أحذر المسلمين من منتسبين إلى العلم لا قدم لهم فيه، فليس فرويد أو دوركايم من العلماء، إنهم مفكرون مرضى ضلّوا السبيل، وليس ماركس وأتباعه علماء، إنهم كُهَّان جُدُد، استبدت بهم علل نفسية، وما كانوا يستطيعون السير لولا الفراغ الذى أتيح لهم من قصور المتدينين وتفريطهم فى جنب الله. العلامة الشيخ محمد الغزالى .”
“إن الإسلام لا يقيم- فى سباق الفضائل- وزنا لصفات الذكورة والأنوثة،فالكل سواء فى العقائد والعبادات والأخلاق، الكل سواء فى مجال العلم والعمل والجد والاجتهاد. لا خشونة الرجل تهب له فضلا من تقوى، ولا نعومة المرأة تنقصها حظا من إحسان.”
“والقضايا التى تثار ضد الإسلام لا تتصل بعقائده ولا بعباداته! إن أعداء الإسلام لهم مكر سئ فى استغلال أقوال وأحوال الجاهلين به، لاسيما فى ميدان المرأة. من أجل ذلك أنصح بالضرب على أيدى الجرآء على الفتوى من أدعياء الفقه الذين لا شغل لهم فى هذه الأيام إلا الصياح بوجوب النقاب وتحريم التصوير، والثرثرة بأمور لا وزن لها ولا خير فيها.”
“أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة ٬ أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه ٬ ولإقامة دينه ٬ فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على أثرهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم`. إن بعض الذين ضاقوا بالانحرافات المعاصرة فى العالم الإسلامى فكروا فى العودة إلى الأمس القريب ٬ أو إلى بضعة قرون مضت! فقلت لهم: لا. مثلنا الأعلى فى القرن الأول وحده ٬ففى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: `إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ٬ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها ٬ وعضوا عليها بالنواجذ”
“زادت أعداد المسلمين في هذا العصر زيادة محسوسة ٬ ومع ذلك لم يفرح بهم صديق أو يخف منهم عدو! وما ظهر لهم نتاج حضاري في بر أو بحر أو جو ٬ كأن الدنيا لغيرهم خلقت ٬ أو كأن القدر لم يكلفهم بعمل..! الحق أن كثيرين ينتمون إلى الإسلام ولا علاقة لهم به ٬ ولا اكتراث عندهم لحقائقه ومطالبه ٬ بل إن هناك من يطعن الإسلام فى صميمه ولا يرى أنه فعل شيئا..! أرأيت هذا الذى يبيع أرض الإسلام ...لليهود والنصارى ويعقد معهم أخوة وثيقة وموالاة سافرة ٬ فإذا حاولت مراجعته قال لك ولمن معك: ما أريكم إلا ما أرى... وتركك مستخفا بقولك ٬ ومقبلا على خصمك..!.نماذج محسوبة على الإسلام كيف يعد ذلك فى جماعة المسلمين؟! ٬ مع أن الله يصف هذا السلوك وأصحابه فيقول: “ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء”