“صغيرٌ يطلبُ الكِبرا .. وشيخٌ ود لو صَغُراوخالٍ يشتهي عملا ً.. وذو عملٍ به ضَجِراورب المال في تعب .. وفي تعب من افتقراوذو الأولاد مهمومٌ .. وطالبهم قد انفطراومن فقد الجمال شكي .. وقد يشكو الذي بُهِراويشقى المرء منهزما .. ولا يرتاح منتصراويبغى المجد في لهفٍ .. فإن يظفر به فتراشُكاةٌ مالها حَكَمٌ .. سوى الخصمين إن حضرافهل حاروا مع الأقدار .. أم هم حيروا القدرا ؟”
“ظنوا أن النبي لا يحزن ، كما ظن قومٌ أن الشجاع لا يخاف ولا يحب الحياة ، وأن الكريم لا يعرف قيمة المال .ولكن القلب الذي لا يعرف قيمة المال لا فضل له في الكرم ، والقلب الذي لا يخاف لا فضل له في الشجاعة ، والقلب الذي لا يحزن لا فضل له في الصبر .إنما الفضل في الحزن والغلبة عليه ، وفي الخوف والسمو عليه ، وفي معرفة المال والإيثار عليه”
“من الحقائق التي لا يحسن أن تغيب عنا ونحن نقدر الأبطال من ولاة العصور الغابرة أنهم أبناء عصورهم وليسوا أبناء عصورنا , وأننا مطالبون بأن نفهمهم في زمانهم وليسوا هم مطالبين بأن يشبهوننا في زماننا , وأن الرجل الذي يصنع في عصره خير ما يصنع فيه هو القدوة التي يقتدي بها أبناء كل جيل , ولا حاجة به إلى إقتداء بنا, ولا أن يشق حجاب الغيب لينظر إلينا ويعمل ما يوافقنا ويرضينا .”
“ليس أصعب ولا أعضل في الحقيقة من التغلب على عرف ترتبط به مصالح السيادة وغباوة الدهماء وتراث الاجداد والآباء!”
“وإن محمداً باعث الإيمان إلى القلوب ، لقد كان يجدد إيمانه كما يجدد عجبه كل يوم ... حركة متجددة في الحس وفي الفكر وفي الضمير .فلا انقطاع عن الحس للعبادة كل الانقطاع ، ولا انقطاع عن الحس للتفكير كل الانقطاع .. وإنما هو تفكير من ينتظره العمل ، وليس بتفكير من ترك العمل ليوغل في الفروض ومذاهب الاحتمال والتشكيك : ثلث أيامه لربه وثلثها لأهله ، وثلثها لنفسه . وما كان في فراغه لنفسه ولا لأهله شئُ يخرجه عن معنى عبادة الله والاتصال به ، على نحو من التعميم .”
“وعلامة من علامات الإنحلال أن ينفع الوصف الصادق ولا يهدي العارفين به إلى رأي متفق عليه، كما يعرف المرض ولا ينتفع بعرفانه في العلاج إذاشارف الجسم الفناء”
“الفلسفة الماديّة في هذا العصر أضعف من أن تهاجم العقيدة في معقل أو في مقتل ، وأنها قد تراجعت من الهجوم المتلاحق إلى الدفاع الذي لا يعززه دليل مقبول”