“اسكندر تجيّف لإنكسار المقدس فيه, مقدّس كفرملات, مقدّس الحب, مقدّس القدّاس والزياح, مقدس التتخيتة والقبو في بيتهم فوق, وليست هناك صيغة لتحلّ محل المقدس بالنسبة للذين عرفوها, هناك تمويه فقط, اسكندر تموّه سلحفاةً كبيرةً في أرجاء البيت”
“فتح اسكندر عينيه تعبًا كالعادة, مشتاقًا إلى النوم كالعادة, وكالعادة أيضًا عرف أنه لن يستطيع أن ينام.يستيقظ, هكذا, كأن يدً هزّته وفي آخر معدته غثيان من كل شيء, من النهار والليل والناس ونفسه, وفي ضميره وحشة مستغربة من كل ما يعمله, من كل ما يمكن له أن يعمله.”
“مع مها كان معزولًا, مع الكتابة كان معزولًا, مع المال والمقتنيات كان معزولًا, مع مارت كان معزولًا لكنه كان قد تعب العزلة...ربما, ربما!...ما لم يقله أبوه يعرفه هو, عزلته بالأصل زهد, نظرة إلى الحياة كنظام موقت, وعمره لم يعنِ له الموقت شيئًا.هو وحده يعرف متى أدرك تكون العزلة فيه, ورآه ينمو بحزن لا يستطيع تجاهه شيئًا.لماذا تركه الله؟! وقتها...وقتها! يعرف هو منذ فقد أيام الله وعى العزلة.”
“القداسة فعل الجماعة لا الأفراد. فلا يوجد مقدّسٌ في ذاته! لا يوجد مقدّس إلا في مجتمع .. وكلما امتدت جذور الجماعة في التاريخ وانبسطت رقعتها الجغرافية؛ كلما تكثَّفت مشاعر التقديس عندها، وتأكدت لدى أفرادها قداسة هذا المقدس أو ذاك. ومع طول الأمد، لا تصير قداسة هذا المقدس تأملية، مثلما كانت أول الأمر، وإنما تغدو بدهية .. موروثة .. راسخة بثقل ثقافة الجماعةوما جوهر القداسة إلا إيغال في التبجيل، فهي أقصى درجات الاحترام والإعلاء .. وهي غير الإيمان ! فالإيمان في أساسه ديني، يقوم على الغيب، والعقل عقال له. أما التقديس فأساسه تأملي، يقوم على التحقق من عمق ورفعة المقدس. ومن هنا يقال مثلا أن العمل مقدس والزواج مقدس وهذا البناء أو الحجر مقدس”
“يا باولا يعن ببالي أحيانًا أن أنتحر فما- رأيك؟ اذا كان يعن ببالك فلماذا لا تنتحر؟- من البلاهة أن أموت هكذا بلا سبب, يجب أن- أجد مبرّرًا لموتي. هل وجدت مبررًا لحياتك؟- عادة يكفي مبرر الحياة لأيّ نوع من الموت- أفهِمتِ؟”
“جسدٌ وترفعه. إنه ثقيل. يشد إلى الأرض. يبلى ويذوب. لا ترفعه، فلا يقع. أتركه على الأرض قربك”
“نحن ما؟ سأقول لك نحن ما: أنا واسكندر وجهان لشخص واحد، أو وجهان لشيء واحد، كالعملة الورقية لإزالة وجه يجب إزالة الآخر... كل منهما على وجه ولا يلتقيان.”