“أفقت هذا الصباح علي صوت آخر البلابل,فالشتاء أتي اليوم,و تناديها أمي,أتي فصل التشرد و البعد”
“و الشبابيك التي كانت تنتظر الصباح لتفتح قلبها,تسكرت و تجمعت أمامها وجوه كثيرة,تحكي و تصرخ و تبكي بصمت.”
“و سألت أمي: أين الكروم؟قالت : هناكو كل ما ليس هنا, يكون هناك”
“مشينا في الوحل و الضباب,نحو ساحات المعارك,و عاد المطر يهطلو وصلناالأشجار العارية السوداءتقف كالراهبات السودديرها الضباب و الشبابيك المكسورةو رأيت أناسا يأتون من بيوتهم المتهدمةيأتون من وراء الضباب و قد التفوا بالأغطية علي صدورهم صلبان من خشبيتحركون كالصخور التي لا تحركو بينهم أولاد مثلهمسرق من عمرهم ألف ربيعو الغيوم في هدير سفرها الغامر توقفت هنا و راحت ترتل فوق البيوت المتهدمة”
“لو عددتُ درجات بيتيوكم من مرةٍ صعدتُهالكان هذا درجاً طويلاًيخترق السحبوَلو عددت ضحكات أمي ليلرافقتني طوال صعوديووقعتْ من بعدي الضحكات على الدرجوأزهرتْ زهرا.”
“و طرق السفر يقف عليها أناس كثيرون,لا يبكون, لا يضحكون,إنهم مسافرون”
“و قلت لهم: ألا تسكرون الأبواب؟فقالوا: يا ليت كل همومنا أبواب للتسكير”