“حسبك طيشاً أيها القلب، وكفاك ابتعاداً وتوغلاً في المجاهل منفرداً عن قبس روحك وسراجها. فإن الطريق أمامك، ويحك، مظلمة، والهدف أمامك بعيد.إنها ، ويحك، روحك! روحك التي هي جزء منك....أيها القلب عد. عد لا تخدعنك مفاتن الغرور والأصداغ. ولا تصدقن شيئاً من ابتسامات الثغور والشفاه، ولا يأخذنك سحر العيون النجل، أو يجذبنك إشراق الوجوه بين ظلمة الشعور الملتوية.فكل هذا الذي يتألق في عينيك نوره إنما هو نار وجمر، سرعان ما يتوقد عليك لهيباً وتهلك في لظاه”
“بربك يا سيد الصمت والغياب ..إترك خلفك ولو لمرةٍ احدة كُرهاً ..حقداً ..يغُلفك في القلب ويحتويك ..! بربكَ يا سيد الخيبات المتراكمة في القلب .. على رصيف الانتظار والانكسار عد يوماً ..و انتزع مني كل هذا الحزن الذي خلفتهَ بعدك .. عد يوماً ..واحمل معك صناديق ذكرياتٍ لا تنتهي .. واسترد من شرفاتِ ليلي سهر ليالٍ لا تُحصى ولا تُعد .! عد يوماً ..و اهمس في أُذن حنينٍ لا يغفو إلا بين يديك .. عد يوماً .. و أثبت للقلب أنه ما عاد يحتاج إليك ولا ينام كالحلم في مقلتيك ... أنه سأم الظمأ إليك ..والخوف عليك ..”
“لا تنس أيها الصبا أن تعود إليّ بغبار من تراب ذلك المكان، عد إليّ ولو بقليل منه، فإن في ذراته رائحة قلبي وبلسم دائي”
“وليت شعري ماذا يراك الملحد أيها القمر؟ إنه لا موضع في قلبه للحب؛ لأن الحب مؤمن, ولا مظهر في نفسه للجمال؛ لأنها مظلمة يسطع فيها جمال الشمس, ولا يجاوز في عينه منظر جمرة تلتهب أو قرص من السِّرجين يشتعل؛ وهو في حالة لا تعرف هناء الفكر حتى يفكر في الهناء؛ بل هو كعالم تشريح: ينتظر كل يوم من القدر جثة هامدة ليـُـخرج منها برهانا على حقيقة في علمه أو حقيقة لبرهان, فما أنت أيها القمر في رأي عينه على ما أنت إلا حجر”
“في هذا البعد الذي فررت إليه رافعا شعار " لا العين ترى ولا القلب يوجع" و ها هي العين لم تعد ترى صور الهموم في وطني، و صار القلب حقا لا يوجع. لكن -هذا القلب- ليس معافى بل صار يمسكه الوهن”
“والقرآن..أقول لك منذ الآن، لا تتعامل معه كالمرابي اليهودي، لا تقف منذ أول يوم في رمضان وتقول: جزء كل يوم والختمة المعتادة نهاية الشهر.لو كان ذلك ينفع.. لنفع!.أقول لك: لا تضع حدوداً ولا عوائق ولا حواجز أمامك..إنما وضعت التقسيمات -إلى أجزاء وإلى أحزاب- لتسهيل الإنطلاق في الحفظ لا لتعيقه..فانطلق إذن كالمهر الطليق في براري الضياء.. لا حواجز ولا عوائق..انطلق بلا حدود أيها الفارس العتيق، واستغل أن الخيول تجهل قوانين المرور..”