“ولا يحسبن البعض أن حب الوطن الصغير - الإقليم - مرهون بسيادة كامل الإسلام في دولته و مؤسساته و حياته .. ذلك أننا إذا لم نحب الأوطان التى تشوب الشوائب إسلامية نظمها , والتى خلطت دولها عملا صالحاً بآخر سيئ, فلن نخلص الجهاد في سبيل تحريرها من هذا الذي طرأ على الإسلام فيها .. و إلا فكيف أجاهد في سبيل وطن لا أحبه ؟!”
“فالإسلام هو سبيل الإصلاح , و مشروع النهضة في العالم الإسلامي لابد أن يكون إسلامياً , فبالإسلام نهضت هذه الأمة نهضتها الأولى .. وهذا هو سبيل خروجها من المأزق الحضاري الذي دخلت إليه بالتخلف الموروث و التغريب الذي جاءها من وراء الحدود , والذي يريد بالعلمانية طي صفحة الإسلام .”
“لقد كان فكر " السلطة الدينية " , وكذلك " تطبيقاتها " , في حضارتنا العربية الإسلامية النقطة السوداء التى مثلت الشذوذ الذي يثبت قاعدة : رفض الإسلام لهذا الفكر و إنكار الأمة و عامة مفكريها لتطبيقاته .. فظلت هذه الدعوى , في سماء حضارتنا وتاريخنا, سحابة صيف , لم تتجسد في مؤسسات, و لم يجتمع حولها جمهور , و لم يقم لها ـ باستثناء الشيعة ـ مذهب في إطار مذاهب الإسلاميين . وإنما وقفت عند حد الشبهات !”
“فـ في " الجهاد " الضمان الوحيد و الأكيد لكي يكون لهذه الأمة " جنة " في الدنيا , و " جنة " في الآخرة .. وفي هذا " الجهاد " " رهبانية " هذه الأمة " وتدينها " وتدريبها . تتقرب به إلى الله , وأيضاً " سياحتها " التى تجدد بها حيوية النفس وطاقات الإبداع !”
“إن في ديننا وتراثنا طاقات خلاقة ما زالت وستظل صالحة للعطاء في معركة أمتنا من أجل الحرية والتقدم والوحدة , وليس في تراث الإسلام السياسي ما يتعارض مع المبدأ الذى تؤمن جماهير أمتنا وتناضل في سبيل سيادته , وهو أن تكون هذه الأمة , دائماً وأبداً , مصدر السلطات .”
“فالذين يتصورون أن "أسلمة القانون" في الدولة الإسلامية , يعني إلزام الحاضر باجتهادات الماضي أو إلزام كل عالم الإسلام باجتهاد واحد , لا يفقهون هذا الجانب من سياسة الإسلام”
“ذلك هو عبد الرحمن الكواكبي , في حياته ونضاله .. ونظرياته و أفكاره .. وسلوكه العملي الثوري , نقدمه , بناءً إنسانياً وفكرياً متكاملاً , ليكون منارة في ضمير حاضرنا ومستقبلنا , كما كان منارة في ضمير أمتنا , ولا تزال تضئ منذ نحو قرن من الزمان”