“غير اكتساب الثقافة.. ماذا يمكن أن تضيف القراءة بالنسبة للشخص؟ستضيف له القراءة اغتراباً روحياً ولا سيما في المجتمعات الجاهلة.. (حدثني أحد فضلاء المشايخ: أنه أقيم في العراق في تلك السنوات معرض للكتاب، افتتح المعرض في الساعة الثامنة صباحاً، فلما وافى الظهر لم يكن في المعرض كتاب واحد! كان الشعب العراقي الكبير من أكثر الشعوب العربية قراءة وعناية بالكتاب، وقد ذكر الكتبي العراقي المشهور قاسم الرجب في مذكراته أنه وزع من كتاب لعلي الوردي ستة آلاف نسخة في أسبوعين). نعم؛ ستضيف القراءة للمرء حسداً كثيراً من أقرانه لازدياد كمية الإنسان فيه، وتجاوزهم بنموه العقلي، وستفقده القدرة على إقامة العلائق الاجتماعية والتكيف مع الناس، ستضيف له معرفة جيدة بشركات نقل الأثاث؛ لكثرة تنقله بمكتبته من بيت قديم إلى بيت أقدم منه؛ ليتحيف فارق الإيجار حتى يشتري به كتباً تتراكم فوق خيباته.. هذا بالإضافة إلى قدر لا بأس به من زيادة حجم العدسات”