“و لكن من الممكن للمرء ايضاً ان يتصور حالات تكون فيها قله المعرفه افضل من كثرتها من ذلك مثلا نشر المعرفه بأسرار الناس الخاصه و فضائحهم و نشر المعرفه بطلاق ممثله مشهوره او بالحياه الخاصه لسياسي خطير ..او زياده عدد نشرات الاخبار عن الحد الملائم لفهم ما يحدث في العالم و هضمه و تحليله او زياده تعريض الناس لمناظر الدم و تفاصيل اعمال القتل و الاجرام بحجه ( حق الناس ان تعلم ) فاذا بالاعمال الاجراميه تصبح مع تكرار التعرض لها شيئاً طبيعياً يستسيغه الناس و لا يستغربونه و قد تجعل ارتكاب هذه الاعمال اسهل علي النفس و اقل اثاره للنفور و الاستياء”
“علي ان تحالف السلطه و الدين قد يكون اقوي آليات التحكم و بالتالي حصار الانسان و هدر ارادته و كيانه .المستبد يتحكم بسلوكيات الناس من خلال اجهزته و آليات الترويض التي يتبعها اضافه الي توأمه الملك و الدين ..الا انه لا سبيل له بأن يتحكم في النفوس وهو ما يقوم به رجال الدين انهم يسيطرون علي النفوس و الافئده و يمارسون في ذلك سلطه غير قابله للنقاش او التساؤل .. ناهيك عن المساءله . هذه السلطه تضع الامتثال لها فوق العقل ممارسه حالات من الاستبداد الورحي و المادي من خلال التحريم و التكفير ..يتحول رجال الدين هؤلاء الي ملوك الاخره في مقابل ملوك الدنيا و ليس هناك من منافس لملوك الدنيا في السيطره علي الناس سوي ملوك الاخره هؤلاء: ( الملك يحكم الابدان و يتصرف بالارواح من خلال رجال الدين. اما الامام فيحكم النفوس و من خلالها الابدان و هكذا يقع الناس في القيد المزدوج علي العقول و النفوس من خلال ثنائيه التجريم السلطوي و التحريم الديني .و يتنافس السلطان و الائمه علي الرعيه و التحكم بها و تسييرها و فرض المرجعيه عليها من خلال التجريم و التحريم بحيث لا يبقي منها مهرب . تهرب الرعيه من جور الملك كي تقع في اسر الائمه و في النهايه يتحالف السلطان مع الائمه علي التحكم بالرعيه سواء كان رجال الدين في خدمه الملك و من الداعين لترسيخ سلطته ام كانوا معارضين”
“و مما تجدر الاشاره اليه ان كل انسان فيه عيب من العيوب لا يخلو من ذلك احد و قد قيل قديماً : جل من لا عيب فيه ..هذا و لكن يعتقد الواعظون بأن السلف الصالح كان معصوماً من العيب و بهذا يريدون من الناس جميعاً ان يكونوا من طراز السلف الصالح ..من يدرس حياه السلف الصالح دراسه موضوعيه يجدهم كسائر الناس يخطئون و يتحاسدون و يطلبون الشهره كما يطلبها كاتب تلك السطور لقد كانوا بشراً مثلنا يأكلون و يمشون في الاسواق و لكن الواعظين جعلوهم من طراز الملائكه لكي يحرضوا الناس علي اتباع مسلكهم في الحياه”
“طغت هذه الجهاله علي العالم الاسلامي و استبدت به استبداداً مبيناً و اجهزت علي كل الحريه الفكريه عنده و سرقت من العقل و ظيفته فاعتاد ان يأخذ الاشياء قضيه مسلمه و الا ينظر او يفكر او يبحث او يشك ... بل اعتاد ان يأخذها أخذ تسليم بدون فهم و بدون رغبه في الفهم و بدون ان يري ذلك مطلوبا فأصبح من اخلاقه التي تكاد تكون طبيعيه ان يصدق كل شئ و او يقبل كل شئ و الا يحاول فهم شئ و صار التصديق و تبلد الحاسه العقليه من الصفات المميزه له و المسيطره عليه .. فالبتصديق امن بكل الخرافات التي يلقنها بدون عناء حتي صار اعجوبه في استسلامه المخجل لكل هنه فكريه - و بتبلد الحاسه العقليه وقف دون الاشياء و دون النفوذ فيها و دون فهمها بل ودون الرغبه في فهمها حتي عد الشك في الاشياء و محاوله فهم الامور من خصال الكافرين و الملحدين و المارقين و اعتبر سرعه التصديق و سهولته و الوقوف امام الاشياء ببلاهه و بلاده كوقوف الاصنام امام عابديها .. من علامات القبول و الايمان”
“ان اقسي ما اعانيه في محنتي اني اسعي الي الناس هربا من نفسي ... و اخلو الي نفسي هربا من الناس ...و كلما شعرت بالحزن و الناس معي غلبني حيائي منهم فابتسمت... و كلما وجدتني وحدي حاولت ان انسي.. و لكن كيف ... لقد كانت هنا ...و هي الان ليست هنا..”
“اذا كنت قويا هابك الناس و لعنوك و اذا كنت ضعيفاً احتقروك و باركوك بل و امتدحوك , قاصدين ان يذلوك و ان يعلنوا عن ضعفك و عن الشماته بك و عن تفوقهم عليك , و قاصدين ايضا ان يدافعوا عن ضعفهم بضعفك . ان ضعفك و ضآلتك يتحولان الي كرم و الي تمجيد لجيرانك و اعدائك . انهما يتحولان الي ثناء سخي علي جيرانك و منافسيك . و ذا كنت نافعاً للناس حمدوك و لم يحبوك . اما اذا كنت فاضلاً او تقياً او نظيفاً فقط فانهم لن يهابوك و لن يحمدوك , و ايضا لن يحبوك , و ايضا لن يعاملوك , و ايضا لن يجدوك او يلتمسوك”