“انقطعت الصلة , انقطع الحبل السري الذى يربط الأشياء بماضيها , وانفرطت. وتقلصت الأرحام التى أنجبت الأشياء وصارت قطعة مكرمشة من الأحشاء العقيمة. لا دور لها فى ذاكرة من يريد أن يتذكر .هنا كان هذا وهناك كان ذاك, ثم ماذا ؟غرفة العناية المركزة”
“متى فقدت الأمل فى الحلم وقبلت الواقع ..؟؟؟؟ما هى اللحظة الفاصلة بين أنا القديم , ذلك الحالم الساعى لتغيير العالم وبين أنا الذى صرت ..؟؟؟فى أى يوم , فى أى ساعة , فى أى لحظة فهمت أن الحلم حلما وأن الواقع واقعا ..؟؟؟ غرفة العناية المركزة”
“كيف تكون الأحلام مبصرة والواقع أعمى ؟ كيف أرى فى الحلم وأشعر بينما أفقد الرؤية والشعور عندما أستيقظ. غرفة العناية المركزة”
“ولا تندهش من هذا يايحيى، فهناك كثير من الإشاعات حول الحياة والرجال، من بينها أن الرجل لا يخطئ إلا نادرا، والحقيقة هىالعكس بالضبط. نحن نخطئ طوال الوقت، طوال الوقت، ولا يمكن إلا أن نخطئ، لأننا نتاج ما تَعرّضنا له،وهو بالضرورة قاصر، ولأننا نقرر فى ضوء ما نعرفه، وهو بالضرورة قاصر، ولأننا نتأثر بأهوائناوضعفنا ومخاوفنا . حاول قدرما تريد، لكنك ستخطئ، طوال الوقت. الرجل الحقيقى ليس من لا يخطئ، بل منلديه من القوة والشجاعة ما يكفى لأن يسائل نفسه، أو يستمع إلى من يسائله. وإن وفقه الله فقد يتمكن مناكتشاف خطئه، أو فهمه. ولو أحبه الله فعلا لتعلم من هذا الخطأ. لكن كل ذلك يستغرق وقتا. ويكاد يكون منالمستحيل أن يحدث لك كل هذا وأنت فى خضمّ الحدث الذى تخطئ بشأنهرواية باب الخروج”
“عندما رأيت نور لأول مرة، لم يحدث لى أى شىء. لا تدَع الأفلام والأغانى والروايات تخدعك، وتوهمك بأنصواعق ستحلّ عليك حين ترى محبوبتك لأول مرة، وأن النور سينبلج من الظلمة ويغشاك توهُج يجعلخلاياك تحترق . فى معظم الأحيان، ربما فى كل الأحيان، لن يحدث لك شىء من هذا حين ترى لأول مرةالمرأة التى ستصبح حبيبتكرواية باب الخروج”
“من المستفيد إن كان عليك قتل الناس جميعا لتصلح أحوالهم ؟”
“لا أعرف كيف سيكون رد فعلك على هذه التفاصيل، ومن المؤكد أنك لا تفكر فى أبيك فى مواقف كهذه.ولست متأكدا مما إذا كانت طريقتى هى الأفضل، لكن هذا هو اجتهادى. لا أريدك أن تكبر وأنت تظنّ أنىرجل كامل، لا أخطئ ولا يأتينى الباطل ولا أجاهد مثل الكل نزعاتى وغضبى وغرائزى. أريدك أن تنسىهذه الدعاية الزائفة التى تروجها كتب الأطفال، وأنت ترانى كما أنا، رجلا من لحم ودم، بأخطاء أحاولتجنُّبها وغرائز أحاول ترويضها وخير أصبو إليه فأصيبه حينا وأخطئه أحيانا. لماذا؟ لا لأنى مهتمّ بشرحصورتى بقدر ما أنى لا أريدك أن تحاسب نفسك أنت بمقاييس غير واقعية. لا أريدك أن تقيس سلوكك على ماتظن أنه كمال بشرى ممكن، أبوك، فتظل طوال عمرك تشعر بالقصور وبأنك لا يمكنك أن تبلغ ما بلغه أبوك.لا أنا كامل ولا عظيم بأكثر مما يمكنك أنت، بأخطائك وترددك وشكوكك وضعفك أن تكون. كلنا هكذا، وتَذكَّرهذا وإن نسيت كل شىء آخررواية بابا الخروج”