“ولقد طالما عُرف عن بعض الفقهاء قوة الحكم وضعف الاستعراض، وهو ما يسمى بضعف السؤال وقوة الجواب، كما عُرف عن البعض قوة السؤال وضعف الجواب، ومن أجل هذا كان للأسئلة رجال وللأجوبة رجال.”
“قال أبو حنيفة يوما لتلميذه داود الطائي عن العلم: أما الآلة فقد أحكمناها. قال داود: وهل بقى شيء؟ قال الإمام: العمل.”
“لكأنما كان أبو حنيفة يعني نفسه حيث يقول: مَن يطلب الفقه ولا يتفقه مثل الصيدلاني يجمع الأدوية ولا يدري لأي داء هي! كذلك طالب الحديث لا يعرف وجه حديثه حتى يجيء الفقيه.”
“دخل شريك يوما على المهدي فقال له المهدي: لا بد أن تجيبني إلى خصلة من ثلاث: أن تلي القضاء أو تحدث ولدي وتعلمهم أو تأكل عندي أكلة. ففكر ساعة ثم قال: الأكلة أخفها على نفسي. قال الفضل بن الربيع: فحدثهم والله، وعلم أولادهم، وولي القضاء لهم!”
“لما أصيب بالفالج شيخ الحنفية ببغداد عبد الله بن الحسين الكرخي، كتب أصحابه إلى سيف الدولة في حلب ليعينه. وبكى الشيخ إذ علم، ودعا الله قائلا: اللهم لا تجعل رزقي إلا من حيث عوّدتني. واستجاب إليه ربه فمات قبل أن تصل إليه عشرة آلاف درهم!”
“وهو ما انتهى بنا إلى زمن الجنرالات المشوهين، ومن نوع طنطاوي وعنان وأمثالهما، والذين هم أقرب إلى طبع رجال الأعمال لا طبع رجال السلاح، ويخافون على ثرواتهم لا على أوطانهم، ويفخرون بالسجل المالي لا بالسجل العسكري الخالي، ويخشون أن يحاسبهم أحد على ما اقترفت الأيدى، ويطمحون إلى 'خروج آمن' تصوروا أن مرسي كفله لهم برعاية وضمان الأمريكيين، بينما بدا الخروج مذلا، وهم يستحقون إذلالا أكثر بمحاكمات آتية لا محالة، تلحق جنرالات العار بكبيرهم الذي علمهم الخزي في سجن طرة.”
“وكان بإمكان صلاح الدين أن يبحث عن " اتفاقية جلاء " مع الصليبين أو عن " حل سلمي استسلامي " حتى تنتهي فترة تثبيته في الحكم ، ثم يعلن للناس أن الحكام السابقين يتحملون المسؤولية ، وأنه جاء إلى الحكم بعد فوات الأوان ، وبالتالي يخضع العالم الإسلامي لهذا الغزو الخبيث !!لكن صلاح الدين لم يكن هذا القائد المخادع . وفي مواجهة غزو صليبي عالمي أعلن صلاح الدين ثورة إسلامية عالمية ، وأصبح هو رمزها ومحورها ،وكان هذا هو الطريق الوحيد ولا يزال هو الطريق .”