“كلا ، لم يقنع بما لديه من هم. وكيف يقنع من أدمن التواجد كل يوم ساعة في الخلاء وساعة أو ساعتين في ساحة التكية؟! كيف يقنع من ينطوي صدره على جذوة دائمة الاشتعال؟ كيف يقنع من تؤرقه الأحلام الملونة؟ كيف يقنع من بات يعتقد بألا جد له إلا عاشور الناجي؟”
“لننس همومنا ولو ساعة واحدة ولكن كيف والباب له مائة مفتاح الانسان يحب أن يعشق الدنيا وأن يتحرر من عبوديتها في آنالمصائب تقل حدتها بالتكاثر”
“لم يهمه كيف يبدأ فالحياة بدأت من خلية واحدة بل من دون ذلك.”
“انقلب الظلام قناة سحرية بين الأرواح. ثمل الفضاء بالهمسات السحرية. في غفلة من الرقباء تدفقت النجوى مفعمة بالحرارة. ويتساءل الرجل:- أأنت عاشور الناجي؟ولكن الهامس سرعان ما يذوب في الظلام مثل روح شارد.همسة تدعو النائم أن يستيقظ. همسة تؤكد أن المخازن مليئة بالخير. همسة تلعن الجشع ، الجشع عدو الإنسان لا القحط. همسة تتساءل أليست المغامرة أفضل من الموت جوعا. وهمسة تنبه إلى أنه توجد ساعة ينام فيها رجال العصابة فتتخلى عنهم قوتهم. وهمسة تسأل ماذا يمكن أن يقف في وجه الكثرة إذا اندفعت؟ وهمسة تتحدى ، كيف تترددون ومعكم عاشور الناجي؟!انقلب الظلام قناة سحرية بين الأرواح. ثمل الفضاء بالهمسات السحرية. شحن الغيب بالقوى المجهولة.”
“وعقب منتصف الليل ذهب إلى ساحة التكية لينفرد بنفسه في ضوء النجوم ورحاب الأناشيد. تربع فوق الأرض مستنيما إلى الرضى ولطافة الجو. لحظة من لحظات الحياة النادرة التي تسفر فيها عن نور صاف. لا شكوى من عضو أو خاطرة أو زمان أو مكان. كأن الأناشيد الغامضة تفصح عن أسرارها بألف لسان. وكأنما أدرك لم ترنموا طويلا بالأعجمية وأغلقوا الأبواب.”
“وحتم عاشور على الحرافيش أمرين. أن يدربوا أبناءهم على الفتونة حتى لا تهن قوتهم يوما فيتسلط عليهم وغد أو مغامر ، وأن يتعيش كل منهم من حرفة أو عمل يقيمه لهم من الإتاوات.”
“بت أعتقد أن الناس أوغاد لا خلاق لهم وأنه من الخير لهم أن يعترفوا بذلك وأن يقيموا حياتهم علي دعامة من هذا الإعتراف وهكذا تكون المشكلة الأخلاقية الجديدة هي :كيف نكفل الصالح العام والسعادة البشرية في مجتمع من الأوغاد؟”