“العاقل إذا أتاه الأمر الفظيع العظيم الذى يخاف من عدم تحمله الجائحة على نفسه و قومه لم يجزع من شدة الصبر عليه لما يرجو من أن يعقبه صبره حسن العاقبة و كثير الخير فلم يجد لذلك ألما و لم تكره نفسه الخضوع لمن هو دونه حتى يبلغ حاجته . فيغتبط بخاتمة أمره و عاقبة صبره”
“آدم الذى لم يكف عن الافتخار كلما اشتد ساعده و رأى امتداد نفسه على بسطة الأرض. و لم يكف عن تأنيب حواء و جذب شعرها كلما تعب من عبء رجولته : فلو لم تكن حواء لما كان آدم رجلا ، لظل هانئا بلا عبء لا عليه الا ان يتحرك هيكلا من الطين فى جنة يحتقر نزلاؤها الطين. و ما درى.”
“يخاف أن يوقظ هذا اللقاء بعضا من مشاعر الماضى و هو اتلقى لم اتلق يزل لا يملك لها من الأمر شيئا”
“إنني أشد الناس رثاء للكتاب و الشعراء و الأدباء و أصحاب الفن الجميل عامة .. فحظوظهم سيئة في حياتهم وقلما ينصفهم التاريخ بعد مماتهم فهم يثيرون في نفوس الأحياء أنواعا من الحقد و ضروبا من الضغينة .. هذا ينفس عليهم لأنه لم يوفق إلى حظهم من الإجادة و لم يظفر بمثل ما ظفروا به من إعجاب الناس و كان خليقا أو كان يجد في نفسه خليقا بالإجادة و الإعجاب . و هذا يتنكر لهم لأن الحسد قد ركب في طبعه و لأن غريزته قد فطرت على الشر و حب الأذى . و هذا يتنقصهم لأنه لم يفهمهم أو لم يذقهم و لأن فنهم لم يقع من قلبه موقع الرضىو لم ينزل من نفسه منزل الموافقة.”
“إن كل إنسان بذاته واقعة حدث , خلق لينجز مهمة على هذه الأرض لم و لن يوجد إنسان آخر ليقوم بها نيابة عنه و عليه أن يكتشف تلك المهمة , لإن الله يريدها أن تتحقق ولذلك خلقه, فلا يخفي نفسه بخجل خلف الآخرين خوفا من اتهامهم له بالفردية و الاستقلالية و الانشقاق فهو وحده دون غيره من البشر قادر أن ينجز هذه المهمة .و نادرا ما يكون لهذه المهمة علاقة بالمهنة أو الاختصاص أو علاقات العائلة و إنجاب الأطفال إنما هي مهمة من نوع آخر . و ما لم يعرفها و ينجزها فإنه لم يعرف رسالته و لم يقدر نفسه حق قدرها و لن يتميز أبدا”
“إن لم يكن الفنان محتاجًا إلى المال ليعيش فهو محتاج إليه أحيانًا لينتج .. فالفنان أحيانًا كاالغانية يجب أن يؤخذ بوسائل الإغراء !.. إن المرأة إذا لم تحب من كل قلبها فلابد من إغراقها ببريق الذهب.. و الفنان إذا لم يتفجر ينبوع نفسه لغير شئ ,فلابد من طرقه بفأس من ذهب !.. إنها طبيعة غريبة لا علاقة لها بالطمع و لا بالجشع و لا بالرغبة في الترف.. إنما هي أحيانًا شئ يدخل في نطاق سر النفس الآدمية.أن قلب الفنان و قلب المرأة سيان كلاهما كنز مسحور إن لم يفتح من تلقاء نفسه لأول عابر فلابد من أن يحرق أمامه كثير من البخور.”