“عندما أبلغتنى الصحفية بالتليفون خبر موته الفاجع وطلبت أن أعلق عليه لزمت الصمت. فكرت لحظتها كلنا سنموت وجلال مثلنا ليس خالدا، لكنه ضرورى لا غنى عنه، مئات الآلاف إن لم يكن أكثر لا يبدأون يومهم إلا ببسمة كلماته الحريفة فمن لهم بعده؟ أعرف أن هناك غيره من الكتاب الساخرين المقتدرين والمحبوبين، لكن جلال لم يكن كاتبا ساخرا فحسب.- عندما استجمعت نفسى قلت للصحفية ما معناه أن موت جلال خسارة فادحة لأن بعض الراحلين يسهل تعويضهم وآخرين يصعب تعويضهم، أما جلال عامر فيستحيل تعويضه. يستحيل بالفعل أن يظهر بديل لهذا الرجل بتاريخه ومواقفه وشجاعته وأسلوبه فى التداعى الحر المعجز لتوالد الأفكار ولغته السهلة الممتنعة ومصريته الخالصة وخفة ظله الإسكندرانية، لكنه رحل عنا ومصره الحبيبة أحوج ما تكون إليه والمصريون الخلص فى امس الحاجة لكلماته المنيرة وسط ظلام الفوضى والفتنة.”
“حتى لو لم يكن لدينا فى بعض الظروف ما يمكن أن نفعله لتغيير ما يحدث ، فلا أقل من ان نحاول أن نفهم ما يحدث”
“حتى جاء يوم قيل لنا فيه- وإن كنا لا نزال مُرداً - إن علينا أن نستحم كل يوم قبل طابور الصباح , واستمر ذلك حتى فى الشتاء والماء بارد! لكنه لم يكن فى أيدينا إلا الطاعة”
“يجب أن تلتصق بالعصابات ..تلتصق بالأقوياء الذين يأخذون ما يريدون .. يجب أن تكسب مودتهم و تقنعهم أنك ضرورى لهم و لكن لا تلتصق بهم أكثر من اللازم فتفقد حياتك عندما يفقدونها ..”
“لم يكن الموت ما يخفيها , لم يعد الموت يخفيها .. من هى؟.. قطرة فى بحر, و البحر مواج بها و من غيرها. وان ماتت فهى واحدة من الآلاف الذين ماتو.. وان عاشت فهى واحدة من الملايين الذين اغتصبوا حقهم فى الحياة, لا, ليس هو الموت ما يخفيها, و لا العدو الذى يستتر خلف سور المطار, أن عدوها الرئيسى يرقد هنا, فى أعماقها : ضعفها.”
“هناك أعوام تمر فى حياتك ، دون أن يحدث فيها شىء سوى أن تمر. ليس هذا أمراطبيعيا، لكنه معتاد. وحين أنظر الآن إلى هذه الأعوام أشعر بالندم لأنى تركتها تمر هكذا، تضيع. الحقيقة أني كلما فكرت فى حياتى السابقة أفاجأ بأنى لا أندم على شىء فعلته بقدر ما أندم دوما على أشياء لم أفعلها ...”