“لكن المأساة يا صديقي هي أن نتعفف عن منازعة من نهلنا معهم رحيق السعادة ذات يوم فلا يتورعون أحيانا عن مكافأتنا على ذلك بالغدر والخديعة”
“يبدو أننا أحياناً نفضل أن ندور حول رغباتنا بدلاً من الاعتراف بها لأنفسنا والمجاهرة بها، حتى لا نتحمل في سبيل ذلك بعض العناء كضريبة ضرورية لنيل ما نريد ،أو لأننا نغمغم لأنفسنا بما نرغب ونترقب من الأقدار أن تهبه لنا بغير أن نبدو نحن ساعين إليه أو متلهفين عليه لأننا نخجل أن نجاهر به و-"الخياط العظيم لا يقص كثيراً " كما يقول المثل الصيني ،وإنما يمضي إلى هدفه المحدد بلا تردد فلا يقطع إلا ما يتطلبه تحقيق هذا الهدف أما نحن فإننا نقص في إتجاهات مختلفة وبعيدة عن الهدف الذي نتمناه صامتين وننتظر من يرغمنا على السعادة التي نعرفها ونريدها من أعماقنا”
“إن كثيرين منا قد يشتكون من حياتهم التى لا يستشعرون فيها السعادة، أو من عمل فرضته عليهم ظروف الحياة، أو من إقامة فى مدينة صاخبة لا يستشعرون فيها الراحة، ومع ذلك فهم لا يفكرون فى تغيير حياتهم، واختيار العمل أو الحياة التى تتوافق مع أفكارهم وطموحاتهم إما عن عجز عن تحقيق هذا التغيير، وإما عن خوف من تبعاته، وإما عن افتقاد للجرأة النفسية التى يتطلبها اتخاذ مثل هذه الخطوة المصيرية،وليس من عائد لاستمرار التشكى من حياة لا يستشعر فيها الإنسان السعادة، مع استمرار العجز عن التغيير إلا المرارة وتكدير صفو الحياة، واستنزاف طاقة الإنسان النفسية فى السخط والشكوى والأنين إلى ما لا نهاية.”
“الإنسان مهما حاول أن يخدع نفسه ويتعامى عن الحقيقة فإنها تظل تطارده إلي أن تنفجر في وجهه كالقنبلة الزمنية في أي لحظة. وبقدر ما نهرب من الحقيقة بقدر ما يكون انهيارنا أمامها نهائيًا. وبقدر ما تتضاعف أمامها الآلام والمشاكل حتى لنتمنى حين نجد أنفسنا أخيرا أمامها لو كنا قد وفرنا على أنفسنا عذاب الهروب والمطاردة وخداع النفس، وواجهناها منذ البداية وتحملنا تبعات تلك المواجهة بشجاعة، فلا أحد يستطيع أن يتجاهل الحقيقة حتى النهاية، ولا أحد ينجو من تبعات ما جنت يداه ذات يوم مهما طال الفرار، ومهما كان ماهرًا في خداع الآخرين.. وخداع نفسه.”
“إذا رجوتك ذات يوم صادقاً أن تعطيني عمرك فلا تظن بي الظنون , وإنما ثق أنني أطلب منك بهذا الرجاء خبرتك وثمار تجاربك الشخصية ودروس حياتك ….. عبدالوهاب مطاوع”
“كل إنسان جدير بالإحترام و بالصداقة لسجاياه و أخلاقه قبل أى شئ آخر ،،، فلا تضع نفسك دون منزلتك لمجرد أن حصانك مازال يجرى بطيئاً فى سباق الحياة ذلك أنك إن لم تعرف لنفسك حقها فلن يعرفه لك أحد إلا المنصفون وحدهم ،،،اندهش يا صديقي - عبد الوهاب مطاوع”
“لكن السعادة ليست معادلة رياضية إذا صحت كل عناصرها فلابد أن تكون نتيجتها صحيحة أيضا وإنما هي لغز شديد الخصوصية لا يعرف أحد كل أسراره لهذا فقد تتوافر كل الأسباب التي ترشح الإنسان للسعادة في الزواج . ثم يشقى بزواجه ويفشل، وقد ينقصه بعض هذه الأسباب أو معظمها ومع ذلك فقد يسعد بحياته ويرضى عنها . لهذا فليس في مقدورنا ونحن نتلمس خطانا على طريق السعادة سوى أن نتوخى فقط الظروف الطبيعية التي تهيء لنا بيئة أكثر خصوبة من غيرها لنمو بذور السعادة ثم نرفع أيدينا إلى السماء داعين ألا تموت البذور وأن تثمر ثمارها الطيبة في حياتنا”