“لا صلة بين نضج الفكر ونضح الغريزة، ولا بين تخلف الجماعات من الناحية العقلية وتخلفها من ناحية الأهواء والمطامع.إن عُرام الشهوات الذي نسمع عنه في "باريس" و "هوليود" لا يزيد كثيراً عما وعته القرون الخالية من مفاسد الإنسان على ظهر الأرض.وتقدم الحضارة لا أثر له من هذه الناحية إلا في زيادة وسائل الإغراء فحسب. أما الشهوات نفسها فهي هي من قبل الطوفان ومن بعده الأثرة والجشع والرياء والتهارش والحقد، وغير ذلك من ذميم الخصال، ملأت الدنيا من قديم، وإن تغيرت الأزياء التي تظهر بها على مر العصور.وإن الإنسان ليرى في القرية التافهة وفي القبيلة الساذجة من التنافس على المال والظهور ما يراه في أرقى البيئات،وكثير من الناس تفوتهم أنصبة رائعة من العلم والفضل ولكن لا تفوتهم أنصبة كبيرة جداً من الاحتيال والتطلع والدس، وقد تستغرب إذ ترى الشخص لا يحسن فهم مسألة قريبة من أنفِه. ومع ذلك فهو يفهم جيداً ألا يكون فلان أفضل منه!!.”
“لا يقف على فساد نوع من العلوم، من لا يقف على منتهى ذلك العلم، حتى يساوي أعلمهم في أصل ذلك العلم، ثم يزيد عليه، ويجاوز درجته فيطلع على ما لم يطلع عليه صاحب العلم، من غوره وغائله، وإذا ذاك يمكن أن يكون ما يدعيه من فساده حقًا”
“لا أعرف مظلوماً تواطأ الناس على هضمه، ولا زهدوا فى إنصافه كالحقيقة!! ما أقل عارفيها، وما أقل - من أولئك العارفين - من يقدرها ويغالي بها ويعيش لها!! إن الأوهام والظنون هي التي تمرح في جنبات الأرض، وتغدو وتروح بين الألوف المؤلفة من الناس. ولو ذهبت تبحث عن الحق في أغلب ما ترى وتسمع لأعياك طِلابه.”
“إن الشيطان لا يقيم عائقا ماديا أمام ذاهب الى المسجد! ولا يدفع سكرانا في قفاه ليكرع الإثم من إحدى الحانات! إنه يملك الاحتيال والمخادعة، ولا يقدر على أكثر من ذلك..”
“الإسلام يملك على الإنسان أقطار نفسه من هذه الناحية، فإن أغلب شرائعه تدور على حهاد النفس وجهاد الناس.وجهاد النفس فِطامها عما تشتهي من آثام، أو تجنح إليه من مناكير.وجهاد الناس منع مظالمهم من إفساد الحياة وخلخلة الإيمان، والإصلاح في جنباتها.وكلا الجهادين يستغرق العمر كله لحظة لحظة، ولا يستبقي فرصا للعبث والذهول والغفلات.”
“لأصل للفن أنه وجدان مفتوح على الكون، إنه قلب اتسعت أقطاره لترى ما في الدنيا مما صنع الله فيها من جمال."من الممكن أن تتحول الفنون إلى عوامل بناء لا إلى عوامل هدم، وأنا أرفض أن يجيء إنسان فيفرض انسحابه من هذه الدنيا على الناس، ويقول لهم: اتركوا هذه الفنون، لا، لا أتركها "وهناك أناس اتصلوا بالدين من جانب ضيق فيه، وأحبوا ويحبون أن يكون الدين كآبة، ويحبون أن تكون نظرتهم له نظرة فيها ضراء وبأساء، وهذا مرفوض، فإن الله (سبحانه وتعالى) لما شرح لنا علاقة الخلق به لم يشرحها على هذا النحو، بل قال: "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون" (الأعراف: 32)، أي هي لهم في الدنيا يشاركهم فيها غيرهم من الكفار، ولكنها تخلص لهم وحدهم يوم القيامة، وبين أن الذي حرمه معروف "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون" (الأعراف: 33).من غير شك، الفنون ينبغي أن يكون لها مجال في حياتنا، وألفت النظر إلى أن الإباحة هي الأصل في الكون "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا" (البقرة: 29). أنا أرى أنه من الممكن أن تتحول الفنون إلى عوامل بناء لا إلى عوامل هدم، وأنا أرفض أن يجيء إنسان فيفرض انسحابه من هذه الدنيا على الناس، ويقول لهم: اتركوا هذه الفنون، لا، لا أتركها، أنا أحولها إلى ما يخدم مبادئي وأهدافي.”
“إن محمد اًصناعة الهيه لم تتكرر, فسبحان من ابدع محمداذا كان السلف الأول قد احدث خوارق تاريخية لانه احسن التأسي و التعلم و الوفاء فرجال محمد في عصرنا يقدرون على مثل ذلك اذ ان الوسائل بين ايديهم لا تزال قائمة, لا الكتاب انتهى و لا السنه اختفت المهم ان يكون الاتصال بالروح لا بالشكل, ففساد الاديان يجئ من تحولها الى رسوم و جسوم و كم من رسم خلا من المعنى”