“وصار دأبه بعد ذلك ذم النساء ورميهن بكل نقيصة، فهن حيوانات ماكرة ومكرهن سيء قوامه الطمع والكذب والتفاهة، إنهن أجساد بلا روح، إنهن مصدر الآم الإنسان وويلات البشرية، وما أخذن بظاهر العلم والفن إلا خدعة يختفين وراءها ريثما يوقعن في شباكهن الضحايا، ولولا شهوة خبيثة ألقيت في غرائزنا ما ظفرن برجاء ولا مودة.”
“والله ما كرهتم الفتونة إلا لأنها كانت عليكم، وما أن يأنس أحدكم في نفسه قوة حتى يبادر إلى الظلم والعدوان، وما للشياطين المستترة في أعماقكم إلا الضرب بلا رحمة ولا هوادة، فإما النظام وإما الهلاك.”
“وعرفت له اسلوبا في الحياة يعتبر غريبا في عصرنا ، فهو يميل إلى التقشف في ملبسه وطعامه الذي يشبه الرجيم وإلى ذلك فهو لا يدخن ولا يذوق الخمر وقد قال لي مرة :_ لم أعرف المرأة قبل الزواج وقاومت جميع المغريات وأنا طالب في البعثة !وأدهشني أن يصوم في رمضان رغم إيمانه الكامل بالمادية الجدلية وسألته :_ ما معنى ذلك ؟فضحك قائلا :_ كان أبي عاملا بسيطا ، وكان متدينا. فربانا تربية دينية شاملة فنشأنا في أحضان الأخلاق الإسلامية ولم استطع بعد ذلك التخلي عنها إلا فيما يناقض عقيدتي الجديدة ، وكان الصيام فيما استبقيته من العادات القديمة فهو رياضة تناسب سلوكي تماما ..وتفكر قليلا ثم قال :_ العظمة الحقيقية للدين لا تتجلى إلا عندما نعتبره لا دينا !”
“وعجبت لحال وطني. إنه رغم انحرافه يتضخم ويتعظم ويتعملق، يملك القوة والنفوذ، يصنع الأشياء نم الإبرة حتى الصاروخ، يبشر باتجاه إنساني عظيم، ولكن ما بال الإنسان فيه تضاءل وتهافت حتى صار في تفاهة بعوضة، ما باله يمضي بلا حقوق ولا كرامة ولا حماية، ماباله ينهكه الحبن والنفاق والخواء”
“قد قال العلم في النجوم كلمته ولكن ما هي في الحقيقة إلا أفراد عالم آثروا الوحدة فتباعدوا عن بعضهم آلاف السنين الضوئية . فيا أي شيء، أفعل شيئا! فقد طحننا اللاشيء.”
“عاشر الزمان وجها لوجه بلا شريك. بلا ملهاة ولا مخدر. واجهه في جموده وتوقفه وثقله. إنه شيء عنيد ثابت كثيف وهو الذي يتحرك في ثناياه كما يتحرك النائم في كابوس. إنه جدار غليظ مرهق متجهم. غير محتمل إذا انفرد بمعزل عن الناس والعمل. كأننا لا نعمل ولا نصادق ولا نحب ولا نلهو إلا فرارا من الزمن. الشكوى من قصره ومروره أرحم من الشكوى من توقفه.”
“عجبت لحال وطني . إنه رغم انحرافه يتضخم ويتعظم ويتعملق ، يملك القوة والنفوذ ، يصنع الأشياء من الإبرة حتى الصاروخ ، يبشر باتجاه إنساني عظيم ، ولكن مابال الإنسان فيه قد تضاءل وتهافت حتى صار في تفاهة بعوضة ، ما باله يمضي بلا حقوق ولا كرامة ولا حماية ، ما باله ينهكه الجبن والنفاق والخواء- الكرنك”