“ألا يشبه ذلك الإنسان؟ لا يرى نفسه إلا عند تمام انفصاله، عن وقته، عن موضع ارتبط به، عن قوم أحبهم وأحبوه، كل اكتمال من تضاد أو مفارقة، لننظر إلى صلته بصوته، لا يصغي إليه وقت النطق، يستوعبه بعد الفوت وإذا يجيء من الخارج، عندما يستمع عبر الآلة يبدو غريباً، مبتوتاً، كأنه صادر عن آخر.”

جمال الغيطاني

Explore This Quote Further

Quote by جمال الغيطاني: “ألا يشبه ذلك الإنسان؟ لا يرى نفسه إلا عند تمام ا… - Image 1

Similar quotes

“أعلم يا أخي، أنني بعد أيابي وبدء وجدي،حاولت جاهدا استعادة ملامحها فعجزت، حتى الصورة الوحيدة ملك يميني لم تسعفني، بوثوق أقول لك أنه ما من صورة أو لحظة مستعادة يمكن أن تدل عليها، أو تظهر بعضا من جوهرها، في كل لحظة تبدي مظهرا، وعند كل إلتفاتة تظهر جانبا، ولحظة إنتقالها من وقت الى وقت تسفر عن حضور مختلف، فبأيهم استدعيها عندي؟ وبأي رسم أقربها مني؟ وما جهدي كله بعد نأيي الا للإقتراب من الحضور المتغير، المتوالي، المفاجئ بما لم يدر به توقع ..”


“السفر الحقيقي يقصد منبعاً أو مصدراً، وما المدن الكبرى القصية إلا استثناءات حتى لو انقضى العمر كله في نواحيها. لابد من تعيين وتحديد، المرء تربطه دائماً صلة بالبقعة التي فتح فيها عينيه على الدنيا، مسقط الرأس ليس موضعاً، إنه مدخل المرء إلى الكون ومخرجه أيضاً، إنه بدء التناقض المؤدي إلى اكتمال. لا يكون رحيل إلا بعد تمام.”


“أتأكدُ مما وضعتُ يدي عليه، كل موضع يبدو كأنه الغاية، المحطة القصوى التي لا تليها أخرى، لكن عند لحظة معينة، موضع بعينه، ربما مع الحركة، مع النظرة، مع حلول خاطرة وافدة، مع بلوغ نَفَس معين، إن شهيقًا أو زفيرًا، ربما مع دفقة قلب. تُرى كم دقّة، كم خفقة منذ رجفة الأولى حتى رعشة الأخيرة، هل يمكن الإحصاء والتدقيق مع مراعاة التمهل والهروع خاصة عند تحقق العشق؟”


“عند توقفي هنا أو هناك، أسعى دائماً إلى المعمار. إنه آخر ما يبقى من الإنسان، يتحلل المأكل، والملبس، وتندثر الملامح، تمضي إلى العدم. ويبقى النحت، والأسس، والعلامات الدالة، الآثار الخفية، والسمات الشاردة من هنا إلى هناك.”


“تعمى البصائر الإنسانية عن فهم القيمة الحقيقية لإنسان ضحى من أجل الكل، ثم يفيق الضمير الإنساني و لكن بعد فوات الأوان”


“نظرتها نبوءة بتحقق الوعود القديمة. تكوينها يبعث إلى الوعي ترتيب الزهور، وحضور ألوان ما بعد المطر، يغلب عليها الأخضر. وعندما يتحول النبات إلى ضوء يصبح سرا مستعصيا.(..) تابعت هفهفات ثيابها عند دورانها، عند تمايلها المقتصد، عند تطلعها إلى حيث لايمكن التعيين أو الإدراك. إذ تحرك أصابعها إنما تدل على حواف الكون. وترسل أبلغ الإشارات إلى مكامن في الروح يعسر توصيفها. (...)ومن أسف أنني جبلت على ردود الفعلالبطيئة المتمهلة، عندما تجد طريقها إلى النطق شفاهة أو كتابة يكون ذلك في الفوْت.(...)تساؤلاتي نطقتها ولكن على غير مسمعها:هل أنت المقامات والأنغام ذاتها؟هل تتصل أوتار الدنيا كلها بجسدك؟هل تنبع الألحان منك أم من الآلات؟كافة ما أردت طرحه أفضيت به لكن في أوان مغاير.”