“كانت تشعر بها في كل ركن من أركان المنزل .. في اللوحة الصغيرة التي جلبها زوجها مؤخراً ..في بسمته المفاجئة على طاولة السفرة في ضحكته و هذيانه طيلة الليل .. حتى طفح الكيل فصعدت إلى العلية .. أخرجت علبتها السرية .. وشرعت بتقطيع صوره ..رسائله .. و بتلات الورود المجففة ثم نظرت إلى قلادة كان قد هداها "هو" إياها وهمست .. عذراً ماضيََ الجميل : سيكون كُلي له .. ليكون كله لي . وداعاً !”
“فكِّــروا كما لو كانت أفكاركم منقوشة بأحرف من نار على صفيحة الجَلَد حيث تبصرها و تقرأها جميع الكائنات. و إنها في الواقع لكذلك.و تكلَّــموا كما لو كان العالم كله أذنا واحدة مصغية إلى ما تقولون. و إنه في الواقع لكذلك.و اعمــلوا كما لو كان كلّ عمل من أعمالكم سيرتدّ بنتيجته إليكم. و إنه في الواقع لكذلك.و تمــنُّوا كما لو كنتم الأمنية التي تتمنّـون. و إنكم في الواقع لكذلك.و احيوا كما لو كان ربُّـكم في حاجة إلى حياتكم ليحيا هو حياته. و إنه في الواقع لكذلك.”
“إذا نظرت إلى الامور بعين مجردة، ستجد في نهاية الامر أن كل شعب و كل جماعة تبحث في المقام الأول عن مصلحتها، و إن كان ذلك على حساب الباقي”
“لا ينبغي أن تكون مكتبة المنزل محصورة في غرفة أو ركن المنزل بل ينبغي أن تكون الكتب في كل مكان، لأن المقصود هو أن نولّد في نفس الطفل حب القراءة، وهذا لا يكون إلا من خلال احتكاك الطفل بالكتب ورؤيته إياها في كل ناحية من نواحي البيت”
“ستلاحظون بلا شك كم هو مقيت أن يجتمع المرء بشخص لا ينفك يغمز بعينيه، و يلوي بفمه. و لكن هل لكم أن تتصوروا أمثال ذلك الشخص و قد انضموا إلى ناد..؟. لا حاجة بي إلى هذهِ المبالغات، و إنما تكفي ملاحظة بعض الأسر الكبيرة حيث يتشابه أفرادها في بعض الملامح و الايماءات و النبرات المعينة. حدث لي أن وقعت في حب امرأة (بالسر طبعًا)، و هربت مذعورًا من مجرد احتمال أن أتعرف إلى أخواتها. و في مناسبة أخرى حدث لي أمر مريع، إذ وجدت في امرأة ملامح ممتعة جدًا، و لكن، ما أن تعرفت إلى شقيقتها حتى أصابني الغم و الخجل لمدة طويلة، فالملامح ذاتها التي بدت جميلة في تلك، ظهرت في أختها بارزة و مشوهة بشكل يكاد يكون كاريكاتوريًا، و تصوّر هذا التشويه لجمال الأخت ولّد لديَّ، إلى جانب هذا الشعور، احساسًا بالخجل، كما لو كان يقع علي، إلى حدٍ ما، تبعة من جراء ما تسلطه الأخت من ضوء خفي ساخر، على المرأة التي اعجبت بها جدًا.”
“كل المصائب الكبيرة نرفض تصديقها في البداية،ثم نصدقها مبحرين بذادرتنا إلى الماضي.مستشعرين و مكتشفين إنذاراتها و المكامن التي كانت مختبئة فيها”