“إنه لمن سوء الحظ ، ألا نُدرك ما يُراد بنا ، فَنُصرَف عما ينبغي أن نفكر فيه كأفراد ومجتمعات ، فيصيب غيرنا الهدف ، ونحن لا نشعر ! ومن أجل هذا قلت ، إنك إذا لم تكن حاضر الذهن في " الموقف " فكن أينما أردت .والمهم أنك لم تحضر الموقف ، فكن أينما شئت ، واقفا للصلاة أو جالسا للخمرة ، فكلاهما واحد .إن المستعمرين قد لا يدعونك دائما إلى ما تشاء منه ، حتى لا يثيروا انتباهك ، فتفر منهم إلى المكان الذي ينبغي أن تصير إليه ! بل هم يختارون دعوتك حسب حاجتهم ؛ فيدعونك أحيانا إلى ما تعتقده أمرا طيبا من أجل القضاء على حق كبير ، حق انسان أو مجتمع ، وقد تُدعى لتنشغل في حق آخر ، فيقضون هم على حق محق آخر .عندما يشب حريق في بيت ، ويدعوك أحد للصلاة ، والتضرع إلى الله ، ينبغي عليك أن تعلم أنها دعوة خائن ، لأن الإهتمام بغير اطفاء الحريق ، والإنصراف عنه إلى عمل آخر ، هو الأستحمار ، وإن كان عملا مقدسا ، وقوفا في الصلاة ، أو انشغالا بمطالعة أحسن الكتب العلمية والأدبية ، أو مناجاة مع الله ؛ وأي شئ تنشغل به في هذا المجال ، يفيد أن المسبب قد استعمرك . وإن أي جيل ينصرف عن التفكير في " الدراية الإنسانية " كعقيدة واتجاه فكري ، ومسير حياتي ، وتحرك مداوم إلى أي شئ حتى ولو كان مقدسا ، هو استحمار . وقد لا يدعوك الإستحمار إلى القبائح والإنحرافات أحيانا ، بل بالعكس ، قد يدعوك إلى المحاسن ، ليصرفك عن الحقيقة التي يشعر هو بخطرها ، كيلا تفكر أنت بها ، فتنبهك الناس وهنا يغفل الإنسان ، ويتجه نحو جمال العمل ، ولطافته غافلا عن الشئ الذي ينبغي أن يَعِيه ، وهذا هو الإستحمار من طريق غير مباشر .”

النباهة والإستحمار علي شريعتي

Explore This Quote Further

Quote by النباهة والإستحمار علي شريعتي: “إنه لمن سوء الحظ ، ألا نُدرك ما يُراد بنا ، فَنُصرَف … - Image 1

Similar quotes

“إن أول خطوة في طريق بناء الذات ، هي أن نقوم دائماً بتقوية هذا الهاجس، أو الخوف الداخلي في ذواتنا من أن نسقط فريسة الاغتراب عن الذات وأعظم مصائب الاغتراب عن الذات عند مفكر ما هو التقليد، والتقليد يعني أن يسجن المرء نفسه في أطر حددت في غيبة منه وهذه الأطر يمكن أن تكون : 1.تقليدية : أي فرضت عليك قبل أن يوجد. وأولئك الذين وضعوا هذه التقاليد كانوا مبتكرين، لكنك تقبلها وأنت غريب عن ذاتك.2. حينما يسيطر عليك إحساس كاذب أنك قد تخلصت من السنن القديمة الموروثة. ومن الممكن ألا تكون قد اكتسبت هذا الخلاص بنفسك، بل يمكن أن تكون جاذبية التقليد لبعض الصيغ المسيطرة على العصر، أو القوى ذات الوزن الأعظم، أو القدرات الجبارة التي ركزت سيطرتها على العصر قد نقلتك من سجن التقاليد إلى سجنها هي وأنت تحس أن تغير السجن هو الخلاص، في حين أنك انتقلت من نوع من الاغتراب إلى نوع آخر.”


“وأنا لا أعرف قراءة مثيرة للوجع بالقدر الذي تثيره قراءة شكسبير: كم من الآلام ينبغي على المرء أن يكون قد تحمل كي ما يغدو في حاجة إلى أن يجعل نفسه سخيفاً إلى هذا الحد!-هل نفهم هملت؟ لا ليس الشك، بل اليقين هو الذي يقود إلى الجنون..”


“لا تتكبر بالعلم الذي علمت.. بل تذكَّر على الدوام أن الله عز وجل هو الذي منّ عليك به.. "اقرأ وربك الأكرم.. الذي علم بالقلم" هو الذي.. "علم الإنسان ما لم يعلم".. هذا المعنى لا يجب أن يغيب أبداً عن ذهن القارئ أو المتعلم.. مهما وصل إلى أعلى درجات العلم في زمانه.. فليعلم أن الله عز وجل هو الذي علمه”


“إن من الصعب على الإنسان أو المستحيل أحياناً، أن ينظر في الأمور بحرية تامة. وقد يتراءى لبعض المغفلين بأنهم أحرار في تفكيرهم وسبب ذلك أن الإطار الفكري قيد لاشعوري موضوع على عقولهم من حيث لا يحسون به. فهو بهذا الاعتبار كالضغط الجوي الذي نتحمل ثقله الهائل على أجسامنا دون أن نحس به. وقد نحس به بعض الإحساس إذا تحولنا إلى مكان آخر يتغير فيه مقدار الضغط. عندئذٍ نشعر بأنّنا كنّا واهمين. كذلك هو العقل البشري فهو لا يحس بوطأة الاطار الموضوع عليه إلّا إذا انتقل إلى مجتمع جديد، ولاحظ هنالك أفكاراً ومفاهيم مغايرة لمألوفاته السابقة.”


“عندما ترى رسما لا تفهمه ، يمكنك أن تفكر بأن الأمر لا يتعلق بالفنان ، و إنما بمهرج يسخر من الجمهور البرئ ... و يمكنك إذن ، أن تفكر كما يلي : إلى أي علوّ عليك أن تقفز ، أو إلى أية أعماق عليك أن تنزل ، و كم يعاني المؤلف لكي يرى المشهد أو الحقيقة التي يحاول أن يخبرك عنها ؟ فإذا تصرفت هكذا فستخطئ بشكل أقل .و فكرر بأنك لا تفهم إحدى المقالات في الالكترونيات ، و أنك لم تفهم الكثير مما قد يحدثك عنه أحد العلماء عن كيفية بناء مركبة موجهة لزحل ، و تصحيح مسارها إلى الأرض . و مع أن ما يقوله مثير ، و من الصعب فهمه ، لكن هذا العالِـم ليس مهرجا ،، فلماذا يكون الرسام الذي لا تفهم رسوماته كذلك ؟؟”


“من مهام الدين والفن والفلسفة توجيه نظر الإنسان إلى التساؤلات والألغاز والأسرار. وقد يؤدي هذا أحياناً إلى معرفةٍ ما، ولكن في أغلب الأحيان يؤدي إلى وعي بجهلنا، أو إلى تحويل جهلنا الذي لا نشعر به إلى جهل نعرف أنه جهل. وهذا هو الخط الفاصل بين الجاهل والحكيم. وأحياناً يكون كلاهما على معرفة قليلة ببعض المسائل، إلا أن الجاهل -بعكس الحكيم- يأخذ جهله على أنه معرفة ويتصرف بناءً على ذلك.”