“أُفضل أن أحتضن حزني بَعيداً أن أنعزل عن صَخبهم .. و أبكي وحدي ! أن أدفن رأسي في الوسادة .. أتذكر خيباتي الاستثنائية .. و غيابك .. دون أن يَدسَّ أحدهم أنفه في حزني و يختنق ! أن أرتدي ابتسامتي الباردة على عجل و أواجه بِها يوم غيابٍ طويلٍ !”
“يومان ما قبل عامي الجديد . . أتممت سلسلة تصحيح الأخطاء التي ارتكبتها في حق الآخرين بعضهم غفر ، و البعض الآخر رحلت مراكبهم بلا عودة . . إلى حيث اللا مكان .. !أن مايو لا يبدو أفضل من إبريل .. بكثير لم يترك على بابي زهرة وردية ولا حتى ذكرى جميلة . . يبدو بعض الرحيل لا يغتفر ..! بعض الصمت موجع .. بعض السهر مقلق .. بعض الصبر قاتل ..! في هذه الساعة المتأخرة من الذكرى و بعد أن ختمت الحلقة الأخيرة من السلسلة .. و على عتبات كتاب و اختبار يرفضني و أرفضه و ليل لا يساعد أبدا على المذاكرة أظنني قد احتضن الوسادة و أبكي ..!”
“أَيُها النادل : سأَرحلُ الآن .. و سيأتي بَعدي رَجلٌ أنيق يَرتَدي بدلةً سَوداء و ساعة فَضية سيجلِس على الطاولةِ بمحاذاةِ النافذة يَصمتُ قليلاً .. ثُمَّ يجول بِعينيهِ بحثاً عن سيدةٍ أنيقة ، تَرتدي مِعطفاً خمرياً ! سَوف يَطلبُ كوباً من القَهوة حَضرها لَه جيداً و لا تُكثر من مُكعبات السُكر ! أظن أنَّه سينتظرُ طويلاً ينظُرُ في ساعتهِ تارةً و يكتب الملاحظات في مُفكرتهِ تارةً أُخرى ! و إذا ما لاحظتَ أنه بدأَ يسأَم من فَرط الانتِظار قُل له : أَن السيدة التي يَنتظرها لن تأتِ و أنَ سيداً نبيلاً قدَّم لها الزهور و أخذها بعيداً قل له : أنها تُفضل أن تقرأ كتاباً بدلاً من مجالسةِ هذا الأحمق لذلكَ ستهربُ بعيداً "كما هربت منك ذات مساء" قل له : لقد تركت لكَ قلبها تحت الوسادة و زجاجةَ عطر بين رفوف ذاكرتك لتذكرها كثيراً !”
“متقلبة أحوالنا ما بين فرح و حزن .. لقاء و فراق .. ضحكات و دموع .. المسألة مسألة انتظار ما بين حال و آخر !”
“كيف لي أن أكتب عن الفرح و فمي مملوء بالذكريات و الحزن و الفقد ?”
“سَيدتي : مُذنبٌ أنا أمام محكمة الحُب في حقك فاقبلي مرافعتي هذه و كوني لي و بين يدي و أسكُني منزلاً بنيتُهُ بحبي و دفئي و حناني رافقيني لجنَّةٍ نسكنها أنا و أنتِ و نعمِّرها بأطفالٍ في وجوههم قبسٌ من نوركِ و بريق عينيكِ أَثثي كل ثانية نقضيها معاً بنغماتِ صوتكِ راقصيني تحت المطر لساعاتٍ و ساعات و ساعات فأنا يا سيدتي أتعبني سَكنك أحلامي و أريدك في حقيقتي و واقعي فهَّلا دخلت تفاصيل يومي ؟ سيدتي : قبلكِ عشتُ أياماً عجاف فمتى ستمدينني بخيركِ قبلكِ كان العمر مظلماً هادئاً ، كئيباً فهَّلا أتيتِ لـ تقلبي حياتي رأساً على عقب ؟ و تنسجي أياماً من صوف حبك لتُنتجي حكايةً لم يسبق لها أن رأت النور خذيني مني إليك و إقبلي بي رجُلكَ و سندكَ و متكأئك فهل تتكرمين سيدتي بعطفك على هذا الفقير لحبك و المحتاج لحنانك ؟؟! نبال قندس”