“أيها المسلمون: ليس ما كان في صدر الإسلام من محاربة المسلمين المسيحيين كان مراداً به التَّشفّي والانتقام منهم, أو القضاء عليهم, وإنما كان لحماية الدعوة الإسلامية أن يتعرضها في طريقها معترض أو يحول بينها وبين انتشارها في مشارق الأرض ومغاربها حائل, أي أن القتال كان ذوداَ ودفاعاَ, لا تشفياّ وانتقاما.”
“ماحكم تولي القضاء في الشرع؟ رجعت إلى مايقول الفقهاء فإذا خلاصة أقوالهم أنه إذا لم يكن في البلد الاواحد يقدر على تولي القضاء -علماً منه بأحكامه واستقامة في سيرته- كان دخول القضاء بالنسبة اليه فرض عين . وان كان في البلد اثنان فأكثر كل منهم يصلح له كان دخوله فرض كفاية عليهم . وان كان رجل يصلح للقضاء وغيره اقل صلاحا منه كان دخوله للقضاء مندوبا اليه , وان كان صالحا وغيره اصلح كان دخوله مكروها , وان كان يعلم من نفسه العجز عنه وقبل به كان آثما ظالما .”
“لو كان في مدينة القدس، وقت الفتح الإسلامي، معابد أو هياكل أو آثار يهودية، لما كان هناك ما يدعو جنرالات إسرائيل، أمثال "موشى ديان" و"يادين" و"وايزمان" و"هرتزوج" إلى أن يتحولوا إلى علماء آثار، وهواة حفريات.. ينقبون تحت الأرض، في القدس وما حولها، يفتّشون عن معابد يهودية قديمة، أو هياكل يهودية بائدة.. دون أن نسمع حتى الآن أنهم وجدوا شيئاً !لو كان في القدس، عندما دخلها المسلمون في السنة الخامسة عشرة من الهجرة، معبد أو هيكل يهودي، لأمر أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" بالإبقاء عليه، بل لأمر بصيانته ورعايته.. ولأمر بالمحافظة على نقوشه ومحتوياته، مثلما أمر بالمحافظة على كنائس المسيحيين ومزاراتهم، وما فيها من صور وصلبان وتماثيل.فلم يكن هناك سبب ديني -والدين هو الذي يحدد خطى المسلمين وأعمالهم في ذلك الزمان- يدعو إلى أن يفرّق المسلمون بين كنائس المسيحيين ومعابد اليهود.. فهؤلاء وأولئك من أهل الكتاب، وسوّى بينهم الإسلام في الحقوق والواجبات.. فإكراههم على الدخول في الإسلام محظور، وحقهم في أن يعيشوا في المجتمع الإسلامي سالمين آمنين مكفول.. هذا حق لليهود وللمسيحيين على السواء، تقابله واجبات، أو واجبان على وجه التحديد.. هما واجب "الجزية".. وواجب الامتناع عن إحداث فتنة عامة في المجتمع الإسلامي، لكي يعيشوا هم والمسلمون جنباً إلى جنب متفاهمين ومتعاونين.”
“ليس عيبا أن نخطئ , لكن العيب أن نستمر في الخطأ ,أو لا نستفيد من أسبابه في مستقبل أعمالنا .هكذا كان إيماننا بأن البكاء على الماضي لايفيد , والجمود بعد نجاح تجربة ما .. لا يحرك تيار التطوير”
“إن كثيرًا من المغالين لا يرون إلا جزءًا من الصورة، وهو تراجع مستوى حكام المسلمين عن المستوى الذي كان عليه حكام الامة في صدر الإسلام. أو الذي كان عليه الصفوة من حكام الامة على مدار التاريخ الإسلامي، وهم لا ينظرون إلى التراجع الخطير الذي حدث على المستوى الشعبي العام.”
“يفرض الإسلام ويوجب أن تكون الشورى , شورى الجماعة , هى الفلسفة والآلية لتدبير الأمور .. سواء كان ذلك في داخل مؤسسات الدولة أو في العلاقة بين هذه المؤسسات وبين جمهور الأمة ..”