“كثير من الناس يكوّنون أراء ومعتقدات يدافعون عنها بشدة بمجرد التفكير النظري البعيد عن التجربة والواقع, في حين لابد لهم لتكوين الرأي الصحيح عنها من معلومات صحيحة منطبقة على الواقع.”
“الحوار هو نافذة فكرية وشعورية بين الفرد وبين الآخرين, والذي يستغني عن الحوار يعيش منغلقاً على ذاته, لا يرى الأمور إلا من زاويته الشخصية, فيكون أكثر تعرضاً للخطأ, وإن زعم أو ظن أنه أقرب إلى الصواب من سواه, فالصواب ليس حكراً على أحد من دون أحد, ولا زال أهل الحكمة يستشيرون من سواهم في صغير الأمور وكبيرها, لأن الشورى -كالحوار- طلب التعرف على الرأي الآخر. وأغلب الذين يرفضون الحوار يرفضونه بدافع الخوف منه: إما لعجزهم عنه, أو ضعف أدلتهم وقلة ثقتهم بما يؤمنون به من الأفكار, وإما بدافع الجمود والتعصب, وإما خشيةً من تغيير موروثات عاشت معهم وعاشوا معها واكتسبت عندهم القداسة والإجلال.”
“إن المطلوب من الحوار لا يُشترط أن يكون توحيد الرأي دائماً, وإنما المطلوب هو شرح وجهات نظر الأطراف المختلفة, بعضها لبعض,أي: أن يُريِ كلُّ طرفٍ الطرفَ الآخر مالا يراه. وإذا ما أدي الحوار إلى تضييق شقة الخلاف فإنه يكون قد أدى كثير مما نطلبه منه. ثم إن وحدة الرأي في كل صغيرة وكبيرة - لا سيما فيما هو محل للإجتهاد - ليست ظاهرة صحية دائماً, فالتنوع المؤطّر مطلوب كالوحدة”
“يقول جوزيف جاسترو:"إن التفكير الصحيح فنُّ عسير على الكثيرين لسببين على الخصوص: الأول: أن عقولاً كثيرة ليس لديها الكفاءة لهذه المهمّة.. الثاني: هو تدخل الإنفعالات والعواطف, فكثيراً مانقلب أو نصل إلى نتيجة تحت تأثير رغبةِ أو أمل أو خوف .. وهذا هو الهوى”
“قال الجاحظ:" ولكل أحد نصيب من النقص, و مقدار من الذنوب, وإنما ينفاضل الناس بكثرة المحاسن وقلة المساوئ; فأما الاشتمال على جميع المحاسن, و السلامة من جميع المساوئ: دقيقها وجليلها, وظاهرها وخفيِّها, فهذا لا يعرف”
“يمكن للتدريب أن يفعل الكثير في شحذ آلة التفكير وضبطها”
“إن معرفتك كيف تقول ماتفكر به بشكل سديد مبدأ من أهم مبادئ (الصحة المنطقية), إذ الفكر ينضَجُ عن طريق التعبير; لأنك حين تكون بصدد الكتابة أو الكلام تتعلم كيف تفكر تفكيراً سديداً لِتُحسن التعبير, كم تتعلم كيف تفكر تفكيراً سديداً وأنت تعمل لتحسن التنفيذ.”