“يا صاحبي :إنني لست على ما يبدو لك مني ، فما مظاهري سوى رداء دقيق الصنع محوك من خيوط التساهل والحسنى ، ألتف به ليدرأ عني تطفلك ويقيك من إهمالي وتغافلي . وأما ذاتي الخفية الكبرى التي أدعوها أنا فسر غامض مكنون في أعماق سكون نفسي ولا يدركه أحد سواي ، وهنالك سيبقى أبدا غامضا مستترا .يا صاحبي: إنني أود أن لا تصدق ما أقول وأن لا تثق بما أفعل ، لأن أقوالي ليست سوى صدى لأفكارك، وأفعالي ليست سوى أشباح آمالك .”
“ليست حقيقة الانسان بما يظهره لك , بل بما لا يستطيع أن يظهره لك , لذلك اذا أردت أن تعرفه فلا تصغ الى ما يقوله بل الى ما لايقوله”
“بالأمس القريب خلتُني شَظيّة ترتعد نافرةَ في فَلك الحياة.والآن أعلمُ أنني أنا الفلك، تَجري فيَّ الحياة كلها شظايا متّسقة.يقولون لي في يقَظتهم: ما أنت والكون الذي يضمُّك إلا حبّة من رمل، على ساحل لا يتناهى لبحر لا يتناهى.وفي حُلمي أقول لهم: إنني أنا البحرُ لا نهاية له، وليست العوالم كلها غير حبّات من رمل على ساحلي.”
“ويقولون لك أكثر من ذلك لأن أشباح جدودهم مازالت حيةً في أجسادهم فهم مثل كهوف الأودية الخالية يُرجِعون صدى أصوات ولا يفهمون معناها.”
“خيّل إلي في الأمس أني ذرة تتموج مرتجفة في دائرة الحياة بغير انتظام.واليوم أعرف كل المعرفة أني انا الدائرة وأن الحياة بأسرها تتحرك فيَ بذرات منتظمة.يقولون في يقظتهم : ما أنت والعالم الذي تعيش فيه سوى حبة رمل على شاطىء غير متناه لبحر غير متناه.وفي حلمي اقول لهم : أنا هو البحر غير المتناهي . وما جميع العوالم سوى حبات من الرمل على شاطئي”
“ماذا أقول في أمثال هؤلاء ؟؟إنهم كجميع الناس يقفون في أشعة الشمس و لكنهم يولون الشمس ظهورهم ،، فهم لذلك لا ينظرون سوى أظلالهم”
“الحب لا يعطي إلا من نفسه، ولا يأخذ إلا من نفسه .والحب لا يملك، ولا يطيق أن يكون مملوكاً ، وحسب الحب أنه حب .إذا أحب أحدكم فلا يقولن :"إن الله في قلبي" وليقل بالأحرى :"إنني في قلب الله" .ولا يخطرن لكم ببال أن في مستطاعكم توجيه الحب بل إن الحب ، إذا وجدكم مستحقين ، هو الذي يوجهكم .”