“(كرمة ابن هانيء ) تفتح لنا ذراعيها ..نضع رؤوسنا المتعبة على صدر أحمد شوقي ونبكي ..نشكو إليه سقوط دولة الشعر أمام دولة المقاولين ، والمرابين ، والسماسرة ، وتجار السلاح ..نشكو إليه هذا الزمان العربي الذي انفصل نهائياً عن الشعر .. وتحول إلى نثر رديء ..نشكو إليه قسوة هذه الصحارى العربية التي تحدها العصبيات القبلية من شرقها ، وتحدها جبال الأنانية من غربها ، وتحدها الأورام النفطية من جنوبها .. والكلاب البوليسية من شمالها ..نشكو إليه هذه السماء المعدنية الممتدة من المحيط إلى الخليج .. والتي تمطرنا ملوحةً وقرفاً وطاعوناً وجنونا ..نشكو إليه كثافة الملح على شفاهنا .. وتراكم البشاعة في نفوسنا ، وجفاف الينابيع في داخلنا ..نشكو إليه موت جميع العصافير الحب العربية .. مقتولةً برصاصٍ عربي ..نشكو إليه حياتنا التي أصبحت رحلةً مرعبةً بين حبة فاليوم أخذناها .. وحبة فاليوم سوف نأخذها ...”

نزار قبانى

نزار قبانى - “(كرمة ابن هانيء ) تفتح لنا ذراعيها ..نضع...” 1

Similar quotes

“ما أكثر ما نشكو من أن اللغة العربية ليست لغة التعليم ، وما أكثر ما نضيق ذرعا باضطرارنا إلى اصطناع اللغات الأجنبية في التعليم العالي !! ولكن ما أقل ما نبذل من الجهد لنجعل اللغة العربية لغة التعليم ، بل نحن لا نبذل في هذا جهدا ما”

طه حسين
Read more

“دائماً ما نشكو قسوة الايامرغم أنها ليست الا ساعات تمر !ونتجاهل من هم يقسون حقاًوحولوا تلك الايام لـِ آلام”

آمَـانيِ بَـدْر
Read more

“من بين الحقوق التي كثر الخوض في شأنها هذه الأيام ثمة حقّ منسي قد يهم الجميع أن يعاد إليه الاعتبار ، إنه الحق في التناقض”

شارل بودلير
Read more

“و لكن في تلك الأيام لم يكن هناك ما نشكو منه, في تلك الأيام كنا نحب”

بهاء طاهر
Read more

“يكاد النقد أن يشمل اليوم جميع عقائديات ونظريات الحقبة الماضية، ولا يستثني أحدًا منها، بل غالبًا ما يتجاوزها لينفي الواقع العملي الذي كانت تعبّر عنه كما يحصل لفكرة القومية العربية ولغيرها من النظريات السلفية أو الإشتراكية. وإذا عبَّر هذا الجموح عن شيء، فإنما يعبّر عن عمق مشاعر الشك والحيرة التي بدأت تلفّ الوعي العربي حتى لتبدو جميع الحقائق واهية في مرآته ولا سند لها. ومن المعروف أن موت نظام اجتماعي ما أو تفسخع ينعكس مباشرة على الحقائق والبديهيات التي ترتبط بها وتبرره او تضفي عليه المشروعية فيفقدها عقلانيتها وصلاحيتها. ولا ريب أن لهذا الشك العميق مخاطره مثل ماله ايجابياته أيضًا. فهو يمكن أن يكون شكًا مدمرًا كما يمكن أن يكون شكًا خلاقًا وذلك بحسب مايفضي إليه من تعطيل للعقل وللمارسة أو ما يؤدي إليه من حث على التفكير والتأمل ودفع إلى إبداع أطر معرفية ومبادئ جديدة للنظر وللمبادرة. وليس هناك حتى الآن أي مؤشر عميق إلى أننا قد أجتزنا مرحلة الخطر في هذا المجال. فالأدبيات العربية الحديثة توشك أن تكون شكوى لا نهاية لها لما وصلت إليه الحياة الثقافية من إنحدار، واحتجاجًا لا يهدأ على ما وصلت إليه الحياة السياسية من تدهور، وندبًا متواصلًا على ما بلغته الحياة الاقتصادية، الزرعية والصناعية، من خراب.”

برهان غليون
Read more