“كيف يتخلى عن نصفه الإلهي ويقايضه بوهم الدنيا؟ ومن هي المرأة؟ إنها الوَهَق الذي خلقه إبليس كي يجر به الرجال من رقابهم. ومن هو الولد؟ إنه اللعبة التي يتلهى بها الأب معتقدا أن فيها الخلود والخلاص في حين تحمِل فناء عمره وخراب ماله. وما هو العار؟ إنه وهم آخر اختلقه أهل الصحراء كي يستعبدوا أنفسهم ويكبلوا رقابهم بمزيد من القيود والحبال.”
“الولد الذي يجيء كي يطوّق عنق الوالد ويديه ورجليه بقيد أقوى من الحديد. لا يطوق أطرافه فقط وإنما يشل عقله ويحجب قلبه. الأبناء حجاب الآباء. الأبناء فناء الآباء.”
“وهو يخاف الإشارات. الصحراء علّمته أن يتيقظ للإشارات. قالت له إنه ليس في الحياة شيء يمكن أن يعادل الإشارة عندما تتجاهلها أو تغفل عنها. "الإشارة هي القدر". هكذا قالت الصحراء.”
“والاحتقار في ناموس الصحراء أسوأ من المحو، أسوأ من الفناء. الاحتقار هو الموت كل يوم، كل ساعة، كل لحظة.”
“الإنسان الذي يقتل لا ليسدّ الرمق كما يفعل أهل الصحراء، و لكنه يقتل من فرط الشبع، أو فلنقل من باب التسلية كما تفعلون أنتم، لن يشبعه شيء، و لن يقف في طريقه شيء إلّا ليعرضه للفناء.”
“-تيقن أنه سيشفى .سينسى تينيري إلى الأبد.-سينسى تينيري؟ ومن قال لك أنه يريد أن ينسى تينيري؟-ولكن الشفاء في النسيان. هل يوجد الشفاء في شيء آخر؟-ولماذا لا يوجد في العشق؟ سيشفى من همه إذا بادلته الأميرة العشق كما يجب. كعاشقة.-آه.ها أنت تخطيء.أنت تتحدث عن الإمتلاك. وفي الإمتلاك شقاء.لاشفاء في الإمتلاك.”
“ويُجمع الجميع أن كل حكمته كانت تنبع من عنايته بالإشارات الخفية. ويقال أن الموت أيضا لم يفاجئه. رأى في منامه أنه يقف تحت السدرة الأسطورية الضائعة في غرب الصحراء ويشرب من ماء البحيرة. فقال له العراف في الصباح: أعد نفسك للرحلة. إنها سدرة المُنتهَى.”