“غالباً ما يطلقون على مثل تلك اللقاءات اسم الصعقة أو الحبّ من النظرة الأولى وهي تسميات مضحكة لكنّي لا أجد غيرها. ولو حاولت شرح هذا الإحساس لقلت إنه ليس اندافاعاً للقلب فحسب بل هو اندفاع للروح أيضاً. أي أنّنا أمام قوّة أكثر كثافة بكثير لا تتجلّى إلاّ مرّة واحدة في الحياة. في تلك اللحظة نلقي بأنفسنا بشكل أعمى في سعادة الحبّ دون سلاح دون احتراز مهدّمين كلّ أسوارنا وحصوننا لأنّنا نعرف ، بل نظنّ أنّنا نعرف أن الآخر هو الجزء المكمّل لروحنا الذي اهتدينا إليه أخيراً. بعد ذلك فهمت أنّ ذلك النوع من الحبّ مهما بدا عنيفاً وعميقاً وحقيقياً ليس سوى محاولة للحبّ. بل لعلّي أقول إنّه بالنسبة إلى الحبّ الحقيقيّ بمثابة المسودةّ بالنسبة إلى اللوحة النهائيّة.”
“قرأت ذات يوم أن لا وجود للحبّ دون يأس من الحبّ كما أنّنا لا نحبّ إلاّ بقدر يأسنا من الحياة.”
“عندما يرحل الحبّ .. يبدأ العذاب الأكبر ..ففراغ ما بعد الحبّ لا يمكن أن يسببه أىّ فراغ آخر ، فى أية مرحلة مختلفة من الحياة..وبالذات فراغ ما قبله ..فقبل أن نحبّ ، نعانى من فراغ القلب ، ولهفته إلى الحبّ .. والتقارب .. وتبادل المشاعر .. والعواطف والآحاسيس ،،ثمّـ يأتى الحبّويأتى معه كلّ هذا ..ويخفق القلب وينتعش .. ويحيا كما لم يفعل من قبل ..أبداً ،،ومع استمرار الحبّ ، يعتاد المرء على هذا الشّعور ..ويدمنه ..ويتعايش معه ..وبه ..ثمّـ تأتى تلك الصدمة ..ويرحل الحبّ ..ومع رحيله ، تنهار كل تلك المشاعر ، وتترك فى القلب خلفها فـراغـاً ..فـراغـاً هائلاً كبيراً ..فراغاً ليس بحجم القلب ، بل بحجم الكيان كلّه ..وربّما أكبر منه ألف مرّه ! ..وللوهلة الأولى .. قد يغضب المرء ، لآنه قد فقد الحبّ ..ثمّـ ، ومع مرور الوقت ، يتحوّل الغضب إلى مرارة .. ولـوعـة ..وفـــــــراغ ..القلب الذى اعتاد أن يخفق كطير سعيد ، توقّفت خفقاته ..وتنهار المشاعر كلها واحد وراء الآخر ، كما لو أنّها كانت مربوطة كلها بخيط واحد ..خيْط الحبّ ..__________د_نبيل فاروق”
“لا حول ولا قوّة إلاّ بالله . . عاد رمضان ، وعادت على مائدة إفطارنا الأطباق إياها التي أفطرنا عليها على مدى عقود . هذا العام أيضاً ، لا أمل أن نشق الفطر من دون أن نغصّ بدمعنا . المآسي حجزت لها مكانا على مائدتنا ، فالمسلسل الرمضاني الوحيد الذي لا يبثّ حصريّاً على قناة بالذات ، بل سنتابعه مكرهين على كلّ الفضائيات ، هو مسلسل " الموت في سوريا " . وهو عمل درامي بالمفهوم الحقيقي للكلمة ، لا نعرف له مُخرجاً أو منتجا ً، برغم ذلك لا يحتاج إلى حملة إعلانيّة ، ولا إلى أخبار ترويجيّة ، أو إلى استضافة لنجومه ، فهو الخبرالأول في كلّ نشرة . نجمه الوحيد " الموت " ، يذهلنا يوماً بعد آخر في أدواره الدمويّة ، يبتدع فظاعات ما شاهدناها من قبل ليبكينا ، يحتاج في أيامه العاديّة إلى مئة إنسان كوجبة يوميّة ، كي يفوز بأوسكار الموت العربي دون منازع .لذا لم يُبقي على أي ممثل حيّاً . ذاهباً حدّ" التمثيل" بجثث من أرادوا أن يسرقوا منه دور " البطولة " . أمّا طموحه الدرامي ، فقتل المشاهدين أيضاً قهراً وأسى ، وجعلهم يخجلون من بقائهم على قيد العروبة . . وعلى قيد الحياء .”
“أحياناً على الرغم من رغبتنا في مدّ يد العون لشخص معيّن ، نجد أنفسنا عاجزين عن مساعدته . فإمّا أن الظروف لا تسمح لنا بمقاربته أو أنه منغلق على أي مبادرة تضامن أو دعم تجاهه . يقول المعلّم : ((لا يبقى لنا سوى الحبّ . حين يكون الباقي كلّه غير مُجدٍ يمكننا أنّ نقدّم الحبّ من دون توخّي المكافأة ، و التغيير و التشكّرات . إن تمكنّا من التصرف على هذا النحو ، تبدأ طاقة الحبّ بتغيير العالم الذي يحيطنا . عندما تظهر هذه الطاقة ، فهي تؤدّي دوماً عملها )) . .”
“نخفي اسم من نحبّ بحذر من يتستّر على اسم فدائي، أو مطلوب للعدالة. ذلك أن الحبّ العربيّ سيظلّ بالنسبة للكثيرين مجازفة بالحياة و بالمستقبل و بالشرف، و ضرب من العمليات الانتحارية..”