“ما أجمل أن يكون الحب المتبادل والاحترام المتبادل قوام العلاقة بين الزوجين أو الأبوين! إن أثر ذلك فى الذرية عميق، وهو سياج متين لرسالة البيت فى الداخل والخارج.”
“إن أثر الأبوين معا يرتقب فى ذريتها ويلتمس فى الأولاد، بل فى الأحفاد.* ومن ثم فنحن نعد البيت مسئولا عن نتاجه، ونطلب من الأم والأب معا العناية التامة بحاضر الأولاد ومستقبلهم، ويستحيل بناء مجتمع سليم على بيوت خربة، إن فقدان التربية إيذان بأن الأمة لا مستقبل لها..”
“المطلوب من الدعاة الراشدين أن يدركوا الأمة من الداخل ٬ ويقفوا حركة التمزيق الفكرى والروحى الوافدة من الخارج.وذلك يفرض علينا إحياء الإخاء الدينى ٬ وتنشيط عواطف الحب فى الله ٬ واختصار المسافات أو ردم الفجوات التى تفصل بين المنتسبين إلى الإسلام. ولكى لا يكون ذلك خيالا أو خطابة منبرية نرى صب الأمة كلها فى تجمعات ذات أهداف حقيقية ٬”
“المشكلة فى الأمة الإسلامية أن الجهل عمَّ الزوجين الذكر والأنثى، وأن العلاقة بين الجنسين تم النظر إليها من ناحية الشهوة وحدها، أما رسالة الأمة الكبرى فى العالم فما يدريها الآباء ولا الأمهات، الزواج عقد نكاح وحسب! يحكمه منطق البدن الأقوى”
“إن عظمة الإيمان ليست فى أنه يجرد أصحابه من الدنيا... وما يظن ذلك إلا جاهل قاصر... عظمة الإيمان أنه يتيح لأصحابه امتلاك ما يشاءون؟ على أن يكون ذلك فى أيديهم لا فى قلوبهم، ينزلون عنه جملة وتفصيلا فى ساعة فداء، ويحيون فى ظله ـ ما عاشوا ـ أعفاء سمحاء.الجانب العاطفي من الإسلام”
“قد بلغ التراخى والانفصام فى رابطة الزوجية مبلغا لم يعهد فى عصر من العصور الإسلامية،لفساد الفطرة فى الزوجين واعتداء حدود الله من الجانبين ". والواقع أن داخل البيت يتأثر بخارجه، وتيارات الميوعة والجهالة والإسراف إذا عصفت فى الخارج تسللت إلى الداخل فلم ينج من بلائها إلا من عصم الله...! إننا نريد أن نتفق أولا على إقامة حدود الله،كما رسمها الكتاب الكريم، وشرحتها السنة المطهرة وأرى أن ارتفاع المستوى الفقهى والخلقى والسلوكى لكلا الجنسين سيوطد أركان السلام داخل البيت وخارجه،وسيجعل المرأة تبسط سلطانها فى دائرتها كما تتيح للرجل أن يملك الزمام حيث لا يصلح غيره للعمل فى زحام الحياة وعراكها الموصول...”
“إن هناك إيمانا أساسه الخيال أو الشعور الموقوت أو التأثر العاجل وإيجاد هذا الإيمان سهل وسمو المرء به حينا ممكن ..! ولكن الإسلام يبتغى إيمانا يصحب المرء فى أحيانه كلها، ويصبغ أحواله المتباينة بصبغة ثابتة ويظل معه فى صحواته وغفواته، فى بيعه وشرائه، فى صداقته وخصومته، فى فرحه وفى ترحه، فى وحدته وعشرته . وهو بهذا الإيمان يكون مع الله ، أو يكون الله معه لأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ..!”